الفايز: غير مقبول استمرار حالة الفوضى في المنطقة
أجرى رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، مباحثات رسمية مع رئيس مجلس النواب المصري الدكتور حنفي جبالي الذي يزور المملكة حالياً على رأس وفد برلماني.
وأكد الفايز لدى استقباله جبالي والوفد المرافق بدار المجلس اليوم الأربعاء، اعتزازه بالعلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين، والمستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مختلف المجالات، لافتاً الى حرص جلالة الملك عبدالله الثاني، وأخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تنميتها وتطويرها والبناء عليها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وقضايا الأمة العربية.
وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي تواجه الأمة العربية تستدعي توحيد الصفوف، ومواصلة التنسيق المشترك وزيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية، لمواجهة هذه التحديات، والتغلب على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المتعلقة بأسعار السلع والطاقة، داعيا رجال الأعمال والمستثمرين في جمهورية مصر العربية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن في العديد من القطاعات.
وأكد الفايز أيضا أهمية تفعيل التعاون البرلماني، وتوحيد مواقف البرلمانيين في البلدين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تبحثها المحافل البرلمانية العربية والدولية.
وقال إن الأمن المائي لجمهورية مصر العربية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، مؤكداً ضرورة بلورة موقف عربي يدعم التوصل إلى اتفاق دولي عادل وملزم على أساس القانون الدولي يحفظ الحقوق المائية للشقيقة مصر.
ولفت الى التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه الأمة العربية وأثرها على حياة مواطنيها، إذ زادت نسب الفقر والبطالة، وأدت إلى تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم.
وجدد المطالبة بعقد قمة اقتصادية عربية موازية للقمة السياسية، يشارك بها رجال الأعمال وممثلون عن القطاعات الاقتصادية المختلفة لبلورة مشروع اتحاد اقتصادي عربي، يكون بعيدا عن التجاذبات السياسية، مبينا أن قيام مثل هذا الاتحاد سيمكن الأمة العربية، من أن تكون قوة سياسية واقتصادية، تمكنها من مواجهة تحديات التنمية المستدامة والشاملة.
ودعا رئيس مجلس الأعيان إلى قيام السلطات التشريعية في الأردن ومصر والعراق لدفع السلطات التنفيذية في هذه الدول الشقيقة بالعمل على سرعة تنفيذه توجيهات وتطلعات قادتنا السياسيين، التي تم التوافق حولها من خلال مشروع التعاون والشراكة الثلاثي الذي اطلق عليه "الشام الجديد"، ويتعلق بالعديد من التفاهمات الاقتصاديّة والسياسية، ويستهدف بناء الشراكات الاستثمارية والاقتصادية خدمة لشعوبنا، وباعتبار هذا المشروع العروبي يشكل انطلاقة للوصول، إلى التكامل الاقتصادي العربي المنشود.
وثمن الفايز، مواقف مصر الداعمة لمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني، الرامية الى إحلال السلام في المنطقة، وإلى حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، مقدرا بذات الوقت، دعم الشقيقة مصر للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشار إلى أن استمرار حالة الفوضى في المنطقة بات أمرا غير مقبول، وأنه لا أمن ولا استقرار إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
وأكد ضرورة أن يكون حل الأزمات السياسية في وطننا العربي داخل البيت العربي، آملا أن تسهم عودة سوريا الشقيقة تحت مظلة الجامعة العربية، إلى التسريع بإنهاء الأزمة السورية، وأن يسهم التقارب السعودي الإيراني، في عودة الاستقرار لليمن.
بدوره أكد جبالي، عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين المتميزة والمتنامية في جميع المجالات، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني في جميع المحافل الدولية ووقوفه الدائم الى جانب القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه على أرضه.
وأشار إلى دعم مجلس النواب المصري لإجراءات وآليات الحكومة المصرية في تنفيذ الاتفاقيات مع الأردن والعراق والمتعلقة بمشروع الشراكة والتعاون الثلاثي، معرباً عن شكره للأردن لاحتضانه الجالية المصرية في المملكة، وعلى الرعاية والاهتمام الذي تحظى به في وطنها الثاني الأردن.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المحادثات، أكد الفايز، توافق الجانبين على تقوية أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين، في مختلف المجالات، لا سيما التعاون في مجال الأمن الغذائي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن أهمية التوافق على مواجهة التحديات المشتركة وحل القضايا العربية داخل البيت العربي.
من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب المصري إلى العلاقات التاريخية الراسخة والمتجذرة التي تجمع مصر والأردن وتطورها بفضل حكمة قيادتي البلدين الشقيقين، مؤكدا حرص مجلس النواب المصري على تطوير التعاون البرلماني وترسيخه، مقدما التهنئة لجلالة الملك عبدالله الثاني، بمناسبة زفاف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
المباحثات عن الجانب الأردني، النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالله النسور، ومساعد الرئيس مفلح الرحيمي، ورئيس لجنة الأخوة الأردنية المصرية في مجلس الأعيان الدكتور أحمد طبيشات، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب الدكتور أحمد الخلايلة، فيما حضر عن الجانب المصري: رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب المصري سامي هاشم، والسفير المصري لدى المملكة محمد سمير، وأعضاء مجلس النواب المصري: عمرو درويش، وأحمد الشرقاوي، وميرفت الكسان، وصبورة السيد، وأمين عام المجلس احمد مناع.