حاسبوني على ما اكتب.. لا على ما تظنون..
محمود الدباس
اكتب هذه الكلمات لتكون معبرة عما يجول في خاطري وانا اتابع ردات الفعل على كثير مما اكتب..
نحن في الاردن قد حبانا الله في التشابه في الكثير من الامور.. فطريقة كلامنا.. ومفرداتنا.. و "طعجة" افواهنا ونحن نتحدث.. وتفاصيل افراحنا واتراحنا.. وحتى طبيعة همومنا ومشاكلنا.. وغالبيتنا نسكن في شقق.. ونتعامل مع حارس العمارة وبائع الغاز شباب التوصيل.. بخيرهم وشرهم.. ولا انسى التشابه الكبير في اشكال الفساد في المؤسسات التي اصبحت نسخ ولصق.. ودرجة وصلة القربى مع المسؤولين.. صالحهم وفاسدهم..
قلت في مقال سابق.. بانني والحمد لله لست مدعوما من جهة او تنظيم او حتى عائلة فيما اعبر عنه واكتبه.. ولا املك المال حتى اتنطح لمن يرفع عليَّ دعاوى في المحاكم.. لذلك اكتب بالعموم.. ولا اذكر او اخصص اسما او جهة.. الا اذا كان الامر واضحا وضوح البدر في ليلة صيفية في كبد السماء بعيون بدوي حر..
المضحك المبكي عندما يتصل بي شخص معاتبني على مقال كتبته.. ظانا انني اقصده شخصيا او مؤسسته التي يرأسها.. وعندما يشرح لي قصته.. او ما اثاره كلامي تجاهه.. اجد ان مقالي ينطبق عليه او على مؤسسته او قريبه وكانني اعرف بالقصة التي تخصه بشكل كامل ودقيق..
ولِأمانة الحديث اقول.. انني عندما اكتب في امر اجتماعي او اقتصادي او نقد لممارسات شخص او مؤسسة.. او قضية اجتماعية.. اكون موجها كلامي وابنيه -في غالب الاحيان- على جهة او شخصية او حادثة واحدة.. واعلم عنها امرا اوجب عليّ الكتابة.. ولتشابه المشاكل الاجتماعية.. والتصرفات.. والتقصير.. واشكال الفساد والترهل.. تجد ذات الامر ينطبق على الكثيرين.. ومنهم من يأخذ الامر بشكل شخصي لوجود علاقة بيني وبين تلك الشخصية الاجتماعية او الادارية او تلك المؤسسة.. وهنا يبدأ التأويل والاسقاطات.. ونسج الافكار.. وللاسف انهم يفضحون أمرهم لي او لمن يشتكونني له.. وانا بالاصل لا اعرف عنهم شيء..
هنا لا بد لي ان اتحول الى شخص سعيد ومفتخر بما اكتب.. لانني والحمد لله اصيب عدة عصافير بحجر واحد.. وكتاباتي اصبحت على راي احدهم معنونة ضمنيا ب "اللي على راسه بطحة.. بيحسس عليها"..
وفي الختام اقول.. ليت كل من يقرأ كتاباتي ياخذ العبرة منها.. فان كانت تنطبق عليه.. يحاول ان يصلح نفسه في القادم من الايام.. ويعتذر ويندم عمَّا فات وعمل.. وان كانت لا تنطبق عليه.. ليته ينشر العبرة لتعم الفائدة..
ولا اقول إلا.. لي ما اكتب.. ولكم ما تظنون..
ابو الليث..