المواطن الأردني المرعوب
عدنان البدارين
المواطن الأردني يصاب بالرعب إذا عبّر عن رأيه او خرجت منه كلمة هنا او هناك، فـ"الحيطان لها آذان".
المواطن الأردني يصاب بالرعب اذا وضع "لايك" بالخطأ على احد منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب ان يكون حريصا من أصابعه لئلا يسجن بسبب هذه الـ"لايك".
المواطن الأردني يصاب بالرعب وانفصام الشخصية من موضوع الأحزاب ، فالدولة تدعوه ليلا نهارا للانتساب اليها، واذا انخرط في العمل الحزبي "تبهدل.
المواطن الأردني يصاب بالرعب من بعض مسؤولين يعتبرون المال العام ارثا لهم أبا عن جد، والمنصب خلق لخدمتهم، ولولاهم لـ"خربت البلد".
المواطن الأردني يصاب بالرعب إذا مرض فهو لن يجد سريرا في أي مستشفى حكومي، ناهيك عن عدم توفر الدواء في أحيان كثيرة لعلاجه.
المواطن الأردني يصاب بالرعب إذا مرت الى جانبه او استوقفته سيارة شرطة فهو على الاغلب مطلوب وسيقاد الى السجن بسبب ديونه.
المواطن الأردني يصاب بالرعب إذا اوقفه شرطي السير لأنه بالتأكيد سيتخالف، ولو بمخالفة من نوع "نقي واستحلي".
المواطن الأردني يصاب بالرعب اذا نظر الى عداد الوقود في مركبته لان تعبئة الخزان يكلفه ثروة، فالمحروقات لدينا في "العلالي".
المواطن الأردني يصاب بالرعب إذا شاهد سيارة شركة الكهرباء او المياه في حارته لأنها قادمة لحجب الخدمة عنه بسبب تراكم الفواتير.
المواطن الأردني يصاب بالرعب إذا رن جرس هاتفه او منزله، وكلمة "يا ساتر" على لسانه فهو معتاد على السيء من الاخبار.