هل يمكن أن نُعيد للبشرة مرونتها المفقودة؟
تفقد بشرتنا مرونتها مع مرور الوقت، ولكن تأخير هذه الآليّة الحتميّة ممكن من خلال اعتماد روتين يومي يتضمن خطوات عمليّة وسهلة التنفيذ لا تتطلّب سوى المواظبة على التطبيق للحصول على أفضل النتائج في هذا المجال.
يؤثّر التقدّم في العمر على الخصائص الميكانيكيّة للجلد على مستوى مرونته، أي قدرته على استعادة حالته الطبيعيّة بعد تعرّضه لضغوط قد تأخذ شكل تمدّد، أو قرص، أو انكماش...ويمكن تشبيه البشرة في هذه الحالة بشريط مطاطيّ. عندما يكون هذا الشريط جديداً، يمكنه أن يمتدّ ويعود إلى شكله الطبيعي دون أي مُشكلة ولكن عند الاستخدام المُتكرّر يفقد قدرة العودة لحالته الأصليّة وينتهي به الأمر إلى التلف.
لدى فقدانها لمرونتها، تتعرّض البشرة للارتخاء وتظهر عليها الخطوط الدقيقة والتجاعيد كما تُصبح أقل حيويّة ومتانة مما يجعلها تبدو أكثر تعباً وأقل إشراقاً. ولكن لحسن الحظ أنه من الممكن تأخير هذه المظاهر بحيث يحافظ الجلد على مرونته وليونته لأطول فترة ممكنة.
- ما سبب فقدان البشرة لمرونتها؟
يعود فقدان المرونة إلى عوامل مُتعدّدة، وجزء كبير من هذه الظاهرة يحصل على مستوى الأدمة أي الطبقة المتوسطة من الطبقات الثلاث التي تكوّن الجلد. وهو المكان الذي تتواجد فيه الخلايا الليفيّة التي تُنتج مواد تساهم في الحفاظ على متانة الأنسجة وأبرزها الحمض الهيالوريني القادر على امتصاص ما يصل إلى 1000 ضعف وزنه من الماء، وهذا ما يُساعد في جعل البشرة تبدو أكثر اكتنازاً.
في الأدمة، تتواجد أيضاً ألياف الإلستين والكولاجين التي تُعتبر عناصر أساسيّة في تكوين بنية الجلد والحفاظ على مرونته. في مواجهة التحفيز الميكانيكي، تتصرّف ألياف الإلستين كأنها رباط مطّاطي يتمدّد ويستعيد حجمه الأصلي. وهي تتقاطع مع ألياف الكولاجين التي تحدّ من تمدّدها المفرط وتحول دون تمزّقها مما يؤمن المرونة للجلد. ولكن بمرور الوقت تتغيّر جميع هذه الآليّات وتُصاب الخلايا الليفيّة بالتعب فتبدأ بإنتاج كميّة أقل من الكولاجين والإلستين. يطال التراجع أيضاً جودة هذه الألياف كما تتدخّل بعض الأنزيمات لإلحاق الضرر فيها والحدّ من فعاليتها. ويواجه الحمض الهيالوريني المصير نفسه، فتتراجع نوعيته وينخفض مخزونه الطبيعي في الجلد مع التقدّم بالعمر كما تتدخل عوامل خارجية أخرى في هذا المجال لتزيد من فقدان المرونة وارتخاء الجلد.
إذا كانت الشيخوخة الطبيعيّة للجلد المُحرّك الرئيسي في هذا المجال، يمكن لهذه الظواهر أن تتسارع بسبب العوامل البيئيّة (شمس، تلوث، ضوء الشاشات الإلكترونية...) والعوامل الفيسيولوجيّة (انقطاع الطمث، الإجهاد، الأرق، التدخين...) التي تزيد من الإجهاد التأكسدي المُسرّع لمظاهر الشيخوخة على الجلد.
- روتين يحافظ على مرونة البشرة:
يمكن لروتين العناية أن يُساعد في الحفاظ على مرونة الجلد في حال التقيّد ببعض العادات التجميليّة المفيدة في هذا المجال:
• تنظيف البشرة صباحاً ومساءً:
هي الخطوة الأولى في مواجهة الشيخوخة المبكرة للبشرة وفقدان مرونتها. تُشكّل إزالة الماكياج وتنظيف البشرة مساءً ضرورةً للسماح بتجدّد الخلايا خلال الليل وبالتالي تعزيز شباب الجلد أما في الصباح فيُساعد تنظيف البشرة على التخلّص من التعرّق، والإفرازات الزهميّة، والخلايا الميتة كما يُحافظ على نعومتها وإشراقها بالإضافة إلى تحضيرها لاستقبال المستحضرات المرطّبة والمغذّية التي يتم تطبيقها بعد التنظيف.
• الترطيب والحماية:
يُعتبر الترطيب اليومي أحد أسرار الحفاظ على ليونة البشرة، ويُصنّف الحمض الهيالوريني كأحد أفضل المكونات المرطّبة بفضل مفعوله المُعزّز للاكتناز الذي يُحافظ على ليونة الجلد ويؤمن له ما يحتاجه من ترطيب. ويُفضّل أن يتزامن استعماله مع مكونات مضادة للأكسدة كون الإجهاد التأكسدي من أبرز الأسباب المُسرّعة لشيخوخة الجلد، ولذلك يُنصح بتطبيق مصل غنيّ بالفيتامينC أو الفيتامينE يليه استعمال كريم مرطّب ثم كريم حماية من الشمس في حاة التعرّض المباشر للأشعة الذهبيّة.
• تعزيز قوّة البشرة:
عندما تبدأ أولى التجاعيد بالظهور، يكون الوقت قد حان لتقديم بعض الدعم للوظائف البيولوجيّة التي تقوم بها البشرة. ولتعزيز مرونتها، من الضروري تحفيز عمل الخلايا الليفيّة من أجل تحسين الإنتاج الطبيعي للحمض الهيالوريني، والإلستين، والكولاجين. يمكن الاستعانة بالعديد من المكونات المنشّطة في هذا المجال، ومنها استعمال مستحضرات غنيّة بالحمض الهيالوريني، أو الفيتامينC، أو الريتينول، أو البيبتيدات بهدف إبطاء آليّة فقدان الجلد لمرونته والحفاظ على متانته لأطول فترة ممكنة.
• تدليك البشرة:
يُساهم التدليك في تعزيز مفعول المستحضرات المستعملة للعناية بالبشرة، فهو ينشّط ألياف الأنسجة والعضلات بالإضافة إلى الدورة الدموية كما يُساهم بنقل المغذيات والأكسجين إلى خلايا البشرة. ولمواجهة آثار الجاذبيّة، يُنصح بتدليك الوجه باتجاه واحد فقط من الأسفل إلى الأعلى كما يمكن تمليس البشرة من وسط الوجه باتجاه الجانبين لتعزيز اكتنازها.