أردنية تناشد: "أطفالي يعذبون من أهل زوجي المتوفى"
حُرم أربعة أطفال من حنان الأب والأم، بعد وفاة والدهم ومنع الأم من تربية أبنائها، بسبب طمع أهل زوجها في ميراث الأبناء.
وبعد مرور سنوات من المحاولات، قامت الأم بزيارة ابنتها في مدرستها لتتفاجأ بوجود حرق على شفاه الطفلة وحول فمها.
وبعد أكثر من ساعة ونصف من الإلحاح لتخبرها بسبب الحرق، قالت الطفلة إن عمها قام بتسخين الملعقة على "الصوبة" واجبار أخاها الذي يكبرها عمرا بعام، بوضع الملعقة على فم أخته.
وكان السبب في ذلك أن عماتها يزعمن أن الطفلة تكذب على عمهم، ولم يمنع أحد العم من فعلته، وسط حضور الجدة والعمات.
الطفلة ذهبت باكية إلى غرفة مجاورة ليلحق بها أخاها الذي أجبر على حرقها، وقال لها وهو يبكي إنه لم يكن يريد فعل ذلك ولكن عمه ضربه وأجبره على ذلك.
وقام الأخ بإحضار الماء المثلج ووضعه على حرق أخته ليخفف من ألمه، وتم تهديد الطفلة في حال أخبرت أحد، معطينها سببا لحرقها في حال سألها أحد أنها وقعت على الصوبة من تلقاء نفسها.
وقالت والدة الأطفال، إنها أمضت عشر سنوات من عمرها وهي تحاول استعادة أطفالها لحضنها، لتعويضهم حنان والدهم الذي كان يدللهم ويحسن تربيتهم.
وناشدت الوالدة كل من يستطيع مساعدة أبنائها، لما يتعرضون له من تعذيب واعتداءات وأذى نفسي من قبل أهل زوجها المتوفى.
وأوضحت الوالدة أنها طرقت أبواب المحاكم والأمن العام والتنفيذ القضائي، لتستعين بهم من أجل استعادة أبنائها الذين تحتجزهم جدتهم والدة الزوج المتوفى، لكنها لم تستطع الوصول لمرادها.
وتمكنت الوالدة من الحصول على حضانة أطفالها من خلال حكم المحكمة وكتاب من المركز الأمني لجلب الأطفال لحضانتها.
وأشارت إلى أن الشرطة كانوا يذهبون إلى منزل الجدة ويتواصلون معها من خلال المكالمات الهاتفية لتسليم الأطفال، إلا أنها ترفض تسليمهم.
وحكم على الجدة بالحبس لعدم تسليمها الأطفال، وتم التعميم عليها من قبل التنفيذ القضائي.
وحسب حديث الوالدة، فإن التنفيذ القضائي كان يطلب منها إحضار أمر تفتيش من المدعي العام في المحكمة الشرعية، وكان رده أنه الموضوع ليس من صلاحياته، والمدعي العام في محكمة الصلح رفض إعطاء أمر بالتفتيش لأن القضية في المحكمة الشرعية.
وقالت إنها عندما لجأت إلى إدارة حماية الأسرة والأحداث بينوا أن القضية ليست من اختصاصهم.
وتبين الوالدة أن الجدة أصبحت تستخدم الأولاد، وتحرضهم لرفع قضايا وإدعاءات كاذبة، ومطالبتها ببدل أجور البيت الذي كانت تسكنه مع أطفالها، موضحة أنه ورثة من والدهم، وهناك قضية مسجلة لدى محكمة البداية للمنطقة، وقدرت المحكمة المبلغ بـ19 ألف دينار تقريبا.
وتابعت حديثها متألمة من منعها رؤية الأولاد لسنوات، غير مكتفين بذلك ولكن أصبح الأطفال يرفضونها بسبب التهديد والضرب والترهيب الذي يمارس بحقهم، ومحاولات إقناعهم برسم صورة سيئة عن والدتهم، مقنعين الأطفال أن حضانتهم مدى الحياة لجدتهم وأعمامهم، إضافة إلى تهديدهم في حال هربوا مع والدتهم سيتم استرجاعهم عن طريق الشرطة.
قالت والدة الأطفال إنها علمت بهذه التفاصيل من خلال إبنتها التى كانت تراها سرا في مدرستها دون علم جدتها.
وبحسب رواية الأم، كانت ابنتها تخبرها بتهديد عمهم لهم وأنه سيطلق النار عليهم وعلى والدتهم بسلاح "البمبكشن" في حال ذهابهم إلى والدتهم.
وتضيف الأبنة لوالدته، أن جدتهم تهددهم أيضا بتسميمهم في حال فكروا بالهروب لوالدتهم إلى أن فقدوا الأمل بالعودة لحضن أمهم مع مرور السنوات، وفق ما تروي والدة الأطفال.
واستسلموا رغم الآلم والمعاناة والذل الذي يعيشونه للواقع المر، مبينة الوالدة أن أطفالها كانوا يدرسون في إحدى المدارس الخاصة، وتم نقلهم إلى مدارس حكومية، رغم وجود تخصيص رواتب لهم من التنمية الاجتماعية مركز الأيتام وغيره.
أظهرت الوالدة أثناء حديثها لـ"رؤيا" قوة شخصية أطفالها سابقا، وكيف أصبحوا الآن عبارة عن لعبة يضربهم الكبير والصغير.
وقالت الوالدة :"احزنتني طفلتي عندما قالت لي إن أولاد أعمامها بيشمتوا فيهم لعدم وجود أب أو أم يدافعوا عنهم، وأنهم كل ليلة يناموا وهم يبكوا حزناً على وفاة ابوهم واعتقاداً أن أمهم تخلت عنهم ،...، وكمان بمنعوا الأخوة الأربعة من الجلوس لوحدهم، وفي يوم سمعوا بناتي بيحكو عني ضربوهن ضرب قاسي وحكولهن إنه أمكن ماتت وأي حدا بسألكن أحكولهم أمنا ماتت".
وتابعت حديثها، أن أطفالها يتعرضون للضرب والتعذيب والحرمان من تلقي العلاج اللازم، مشيرة إلى أن إبنها الأكبر يحمل مرض والده "حمى البحر الأبيض المتوسط" ويعاني من وضع صحي خطير، ويلزمه علاج مدى الحياة، مؤكدة أنها طرقت جميع الأبواب لكنها لم تجد من يمد المساعدة لها.