التواصل الاجتماعي.. منشوراتنا دليل أخلاقنا

{title}
أخبار الأردن -

احمد سلامة ابو هلالة 


في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، والولوج إلى عالم الإنترنت الجميل لمن يحسن استخدام هذه الشبكة التي قربت البعيد وأبعدت القريب أحيانا ، وسهلت علينا الوصول للمعرفة إن نحن أعملنا عقولنا فأخذنا المفيد الموثق ، وأهملنا المغرض أو ما يبث الإشاعة والزيف وإن دست في الدسم ، فالاشاعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق  ويصدقها الغبي .  

إن كثيرا من الناس لا يحسنون التعامل مع ما يأتيهم على الواتس مثلا ،  فتجده يبادر إلى تحويل كل ما يأتيه إلى كل أصدقائه دون تمحيص حتى لو كان تفسيرا خاطئا أو حديثا موضوعا وبذلك يساهم في نشر الخطأ. 

والبعض تجده يدخل في جدالات غير متكافئة ، فليس من المنطق أن يجادل من لا يحسن القراءة طبيبا متخصصا في قضية طبية ، فالطبيب عالم في مجال تخصصه وهذا المجادل يملك ثقافة بسيطة ، وهناك فرق بين العالم والمثقف ؛
فالعالم يعرف كل شيء عن شيء واحد ، في حين المثقف يعرف شيء عن كل شيء .

ومن خلال تجوالي في المنتديات والمجلات وجدت البعض يعلق دون أن يقرأ  فيأتي التعليق بعيدا عن مضمون النص .

البعض لديهم ديباجة شكر يسوقها لكل النصوص ، تضع آية مبدوءة بالبسملة ومختومة بصدق الله العظيم ، ويعلق لك أبدعت حروفك تعانق السماء..!!!

البعض تنشر نصا مذيلا باسم مؤلفه أو عبارة منقول ، ويكيل لك المدائح على الإبداع ..!

بل وصل الحد بالبعض أن يرى تعزية مرفقة بصورة المتوفي فيعلق  : منووور .. ما شاء الله ....!!؟؟

يقول بأن نص في أي من فنون الكتابة صاحبه لا يقدمه بغية الثناء والمدح بلا قراءة بل ينتظر النقد والتحليل ، وتبيان مواضع القوة والجمال  والإشارة إلى مواطن الضعف أو الخطأ ، فالكمال لله ولا ضير من التنوية لخطأ نحوي أو لغوي أو  إملائي أو معارضة في فكرة فهذا يثري النص ولا ينقصه .

كم أتمنى على متابعي المنتديات والمجلات أن تكون تعليقاتهم نقدا موضوعيا يضيف إضاءة فكرية ايجابية لما يقرأون .

وفي المقابل لا عليكم ممن تثني على نصه وتدعو له بالموفقية مع إشارة بإحترام لما سقط  سهوا من أخطاء فيقوم بحظرك ..!
 فذاك عنده مرض حب الكمال ولا يقبل النقد ولا الرأي الآخر ، وقدراته العقلية أقل من إدراك أن النقد للنص لا لصاحب النص وأن الكمال لله وحده  .

في الختام ليتنا نتذكر أن منشوراتنا دليل أخلاقنا ، وما نرسله أو ننشره سيبقى أجرا لنا   إن كان خيرا 
ويبقى وزرا علينا إن كان سيئا لا قدر الله ، ولا أحد يستطيع محوه من بعدنا  .

 

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير