محللون: قدرة الاحتلال على الرد باتت أضعف وسط خشية من تعدد الجبهات
أجمع خبراء ومحللون في الشأن الإسرائيلي، على أن دولة الاحتلال تشهد تراجعا في قدرتها على الرد السريع وهو ما أثبتته الأحداث الأخيرة.
وبينوا في تصريحات لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن الصمود الفلسطيني وتعدد خيارات المقاومة، إضافة الى الدعم والتضامن العربي والدولي للشعب الفلسطيني، كان من ين أهم الأسباب التي أضعفت قوة الرد الإسرائيلي في الهجوم على قطاع غزة بعد دخول قوة الاحتلال المسجد الأقصى والتهجم على المصلين والمرابطين فيه.
كما يرى الخبراء، أن إسرائيل تخشى من فتح جبهات متعددة، خاصة في ظل مواجهة غير معلنة مع إيران تتم من خلال الهجمات على سوريا، وأن صواريخ التي ضربت إسرائيل ما هي إلا محاولة لنقل الأزمة والمواجهات إلى الداخل الإسرائيلي.
خيارات المقاومة تفقد إسرائيل قدرة الرد
من جهته، يرى الخبير السياسي والكاتب الصحفي حسين الرواشدة، أن إسرائيل فقدت القدرة على الرد السريع، وللمرة الأولى في تاريخها تتردد في الرد بالسرعة وهذا مؤشر على تراجع في القدرة مؤشر في المجال العسكري أو السياسي.
وأشار إلى أن الفلسطينيين يجددون باستمرار من خياراتهم في المقاومة وفي كل مره تقوم المقاومة بالتصعيد وخاصة من خلال المرابطة في المسجد الأقصى.
كما أشار إلى أن تصاعد عمليات المواجهة خلال اليومين الماضيين، أثبتت أن الشارع الفلسطيني لم يستلم لما يفرضه الواقع الإسرائيلي بل وتعطي رسالة أمل للشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي.
عمليات واقتحامات بلا نتيجة
من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية أحمد سعيد نوفل، أن التراجع في الرد الإسرائيلي على العمليات الأخيرة، سببه أن الردود بلا نتيجة، وأن كل الممارسات التي يقوم بها جيش الاحتلال يواجهها الفلسطينيون بصمود ومقاومة كبيرة.
وأشار إلى أن كل المواجهات التي قامت بها إسرائيل عجزت عن التأثير على المقاومة بل إنها مستمرة.
وقال نوفل إن هناك عجزا من الجانب الإسرائيلي عن حسم أي موقف لصالحها، وإنها غير قادرة على تقوية الجبهة الداخلية الإسرائيلية نتيجة المواقف العربية والدولية التي أثرت عليها خاصة الحلفاء مثل أمريكا.
تخوفات السقوط في فخ المواجهات المتعددة
المحلل الاستراتيجي والمحلل السياسي عامر السبايلة، قال إن إسرائيل تراجعت في ردها على العمليات الأخيرة كونه لديها تخوفات من فتح جبهات متعددة في نفس الوقت وخصوصا أن الهدف الرئيسي لها الآن هو مواجهة إيران مباشرة.
وأكد أنها تسعى إلى عدم السقوط في فخ فتح الجبهات المتعددة والتشتيت، فكلما زاد عدد الجبهات قلت قدرتها على المواجهة المباشرة مع إيران وهي تدرك ذلك ويدرك حجم التحولات التي تحدث الآن.
وبين السبايلة، أنه يتوقع أن يكون لإسرائيل رد نوعي في كثير من الأمور لكنها تحاول عدم نقل المشكلة إلى الداخل الإسرائيلي، وهو أمر غير معتاد، وبالتالي يحد بكثير من قدرتها على القيام بعمليات يمكن أن تؤدي إلى تداعيات أكبر.
رد قوي بثلاثة اتجاهات.. سوريا ولبنان وغزة
الخبير في الشؤون الإسرائيلية ضيف الله الدبوبي، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعتبر من أكثر الحكومات تطرفا، وبالتالي سيكون لها الرد القريب وذلك لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي وتوجيه الأنظار إلى الأحداث الخارجية.
وقال، إن الغارات التي قامت بها هي لتهدئة الشارع فقط، حيث إن الرد العسكري المقبل سيكون لغايات تخفف من ضغط الشارع على الحكومة ووقف التظاهرات في الشارع في محاولة لتصدير المشاكل الداخلية إلى خارجية.
وبحسب الدبوبي، فإنه من المتوقع أن يكون لإسرائيل رد عسكري قوي خارجيا، وهي معروف عنها الرد السريع والفوري، حيث سيكون بثلاثة اتجاهات هي سوريا ولبنان وغزة.
تخوفات من مواجهة حزب الله
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أيمن الحنيطي، أن الإسرائيليين يتحاشون المواجهة مع حزب الله في الشمال خوفًا من مئات الصواريخ في ظل وجود آلاف المنازل الإسرائيلية المتهالكة وغير المحصنة.
وأشار إلى أنهم ينتظرون رد نصرالله على ضربتهم للبنان، حيث إنهم يعتبرون مواجهتهم فقط مع حماس في غزة و"فرع" حماس في لبنان.
وأكد الحنيطي وجود تراجع كبير في الرد الإسرائيلي على العمليات الأخيرة، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي يعتبر أن هذه الجولة قد انتهت.
موازين القوى تغيرت وإسرائيل لم تعد كما السابق
الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، يرى أن إسرائيل لم تعد كما كانت سابقا، وأنها اليوم في مرمى الضربات والعمليات المختلفة.
وأشار إلى أن موازين القوى تغيرت، وإن كانت الفجوة فيها كبيرة لصالح إسرائيل لكنها لم تعد قادرة على خوض مواجهات على الجبهات الداخلية في الضفة والقدس وغزة وجنوب لبنان، وهي في تراجع والقوة العسكرية أصبحت غير مجدية وتأتي بنتائج عكسية مكلفة جدا.
وبين شديد، أن إسرائيل تذهب إلى الاستفراد بالشعب الفلسطيني والذهاب إلى حلول تطويعية اقتصادية بعيدا عن الحلول السياسية.