التعامل مع الأردنيين بمنطق الاستعباط

{title}
أخبار الأردن -

حسين الرواشدة

أسوأ ما يمكن ان نفعله هو ان تتعامل مع الأردنيين بمنطق الاستعباط، او ان نتذاكى عليهم ولا نحترم عقولهم، هنا سنقع في الخطأ، وسندفع الناس -بقصد او دون قصد- الى الطريق «الوعر»، هذا الذي لا طاقة لهم على السير فيه واجتيازه، اما لماذا؟ فلأن المسألة حينئذ تتعلق «بالكرامة» التي يحرصون على حمايتها من أي جراحات، والكرامة لا تتعلق بالذات وانما بالوطن الذي تشكل في وعيهم باعتباره قيمة مقدسة وملاذاً ليس لديهم غيره.

منطق الاستعباط يفهمه الناس في إطار «الاستهانة» بهم، وعدم احترام وعيهم وتضحياتهم، أو تقدير وطنيتهم التي جعلتهم حريصين على بلدهم، ومستعدين لتحمل كل شيء حتى لا يمسه أذى مهما كان، ربما لا يفهم البعض (او لا يريدون ان يفهموا) ان رضى الأردنيين على واقعهم «الصعب» ودفاعهم عن دولتهم هو جزء من شخصيتهم التي تميل للصبر والتحمل والحكمة، وهي سمات أصيلة، ويمكن الاستثمار فيها، لكن نفادها بأي صورة يجب ألا يفاجئنا، لأن معنى ذلك وكذلك نتائجه، سيكون مفزعا بامتياز، صدقوني، الأردني أصيل، يحب بلده ولا يفرط به وهو مستعد ان يضحي بروحه من اجله، خاصة وهو يرى بعينيه ما يجري حوله، والاردني عفيف يسعى -ما استطاع- ان لا يمدّ يده لأحد، وأن يحافظ على ما تبقى من كرامته، حتى لو لم يجد قوت عياله.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير