المرأة في المناصب القيادية.. معيقات خفية وتمكين المجتمع ضرورة

{title}
أخبار الأردن -

سمرحدادين

تتزايد الدعوات لرفع مشاركة المرأة سياسيًا

تم العمل على التشريعات يك تساعد على رفع مشاركة المرأة، ولكن من تجتهد

من النساء ليك تصل إلى مراتب متقدمة تدرك أنه ال يكفي أن يتم تمهيد البيئة التشريعية امام

المرأة يك تتمكن من المشاركة السياسية واالقتصادية، فهناك )معيقات مخفية( ال تراها إال

المراة التي تخوضغمار التجربة، سواء أكانت عمًال سياسيًا أو اقتصاديًا

معيقات يضعها محيطها ومجتمعها أمامها ليثنيها عن التقدم أو حتى مجرد التفكيربذلك.

أنا هنا ال أنكر قصصنجاح فردية حققتها نساء هنا أو هناك في مسارات متعددة، ولكن حتى

تلك النسوة، ورغم ما حققنه من نجاحات، لو أتيحت لهن الفرصة لتحدثن باستفاضة عن تلك

»المعيقات الخفية«.

حديثي هنا، هو عن نساء حاولن صعود سلم العمل والمثابرة لتحقيق أثر إيجابي وحث غيرهن

من النساء على دخول هذه التجربة، إال أنهن آثرن االنسحاب والهروب الى الخلف حفاظا على

ما تبقى من صحتهن النفسية.

ولمن يرغب بمعرفة ما هي »المعيقات الخفية« التي تحد من تقدمنا على سلم المساواة بين

الجنسين، وتضعنا في ذيل قائمة ترتيب مشاركة المرأة االقتصادية، فهي ليست عدم توفر

شبكة مواصالت آمنة وسهلة ومريحة، أو عدم توفر الحضانات ألطفال االمهات العامالت أو

المساواة باألجور بين المرأة والرجل أو حماية النساء من التحرش وتوفير بيئة عمل آمنة، أو

حتى صعوبة التوازن ما بين األعمال والواجبات المنزلية، ورعاية األطفال.

ال، ليست هذه المعيقات وحدها رغم أهميتها، التي تشكل المعوقات الوحيدة بطريق تقدم

للتفوق وتحاول أن تخترق

النساء، بل ما تتعرضله المرأة المجتهدة، والتي تمتلك طموحًا كبيرًا

السقف الزجاجي، من مضايقات وتمييز، والتنمر والشائعات، والنقد السلبي ممن حولها والذي

يهدف إلى تحطيم ذاتها، وعدم التقبل، فما زال هناك من يرفض وجود النساء في مناصب

قيادية، فيتحول رفضهم إلى حالة تأتي على شكل افتعال معارك جانبية، وقد تواجه الضغوط

.

من األفراد المحيطين بها،كما قد تتعرضلألذى اللفظي أيضًا

وألن العقلية السائدة ال تقبل بتفوق المرأة، تأخذ، بعض األحيان، عقلية المؤامرة مسارها،

وتبدأ التساؤالت حول )صاحب الظل الطويل( الذي ينجزأعمالها بالنيابة عنها.

وال تقتصر عقلية المؤامرة على الذكور، بل ما يثير الدهشة أن هناك نساء يتبنين النظرة

الدونية للمرأة وعدم قدرتها على النجاح بقدراتها الشخصية، وتلك النسوة يكن في الغالب

ممن ال يمتلكن المهارات القيادية، أو انهن يجابهن بمقاومة اجتماعية تمنعهن من مجرد

التفكير بالتقدم إلى األمام على الصعيدين السياسي واالقتصادي، فيعبرن عن سخطهن

بمقاومة أية محاوالت لتغيير الصورة النمطية السلبية عن قدرة النساء على القيادة والتقدم

إلى األمام.

هذه المعيقات، وخصوصا إن كانت كلها مجتمعة في مواجهة المرأة، فهي كفيلة لتحد من

طموحها وتمنعها من االستمرار، وبذلك ستصبح النساء اللواتي خضن غمار التجربة، قصص

فشل ال تشجع متخذ القرار على تكرارها، وستجعل غيرهن من النساء التتفكير كثيرًا قبل أن

.

تأخذ خطوتها نحو الصعود والتقدم أو خوضالتجربة أساسًا

البنية التشريعية مهمة جدا لتسهيل الطريق امام المرأة، ولكن من الضروري العمل على

تمكين الرأة في محتمع ينتج ما يكفي

تطوير النظرة المجتمعية للمرأة القيادية، وال يكف أبدًا

من معوقت تمنع تقدمها، فالتغيير المطلوب في مجال تمكين المرأة وتقدمها ووصولها

، ال يحصل بمعزل عن إشراك الرجل، وعن تغيير النظرة الذكورية في

لمناصب قيادية فعليًا

المجتمع، والتي مازالت ترى أن المرأة أقل من الرجل، وأن ما تحصل عليه من أدوار متقدمة أو

.

مناصب قيادية هي منحة وليست استحقاقًا

وأقول لكل امرأة تسعى وتجتهد، ال شيء يقف بوجه اإلنجاز إال الضعف والتخاذل.. كوني قوية

قادرة على مواجهة التحديات، وقفي صامدة في وجه من يضع العصا في الدوالب، كوني أنت

ألنك تستحقين.

المرأة في المناصب ال

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير