أحمد الصفدي.. "حوت الثالثة" الذي عبَرَ "السيستم" إلى رأس القبة

{title}
أخبار الأردن -

رسم: ناصر الجعفري - كتابة: محمد الرنتيسي

في انتخابات مجلس النواب الخامس عشر عام 2007، كان "أكبر هم" رئيس مجلس النواب الحالي، أحمد الصفدي، هو الفوز بمقعد نيابي في دائرة ساخنة بعمان ومعروفة بشراسة المنافسة فيها وهي الدائرة الثالثة.

الصفدي البالغ من العمر 56 عاما، استطاع في ذلك العام أن يضع موطئ قدم في دائرة الحيتان تلك، وحل ثانيا بعد ممدوح العبادي وقبل عبد الرحيم البقاعي ويوسف البستنجي وطارق خوري الذي فاز عن المقعد المسيحي.

أصبح الصفدي الضابط المتقاعد من القوات المسلحة، رقما صعبا في دائرته الانتخابية، إذ بات نجاحه مضمونا وهو ما حدث بالفعل في انتخابات المجلس السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الذي تُوج رئيسا له.

خلال المجالس تلك، بدأت طموحات الصفدي الحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة عمان الأهلية، تتصاعد حتى ظل يتخيل نفسه متربعا على كرسي الرئاسة، وهو الذي يدرك جيدا أن لرئاسة النواب مواصفات ومتطلبات وتعقيدات عليه أن يشتبك معها ويفك شيفرتها.

حدث ذلك بالفعل، إذ لا يخفى على الصفدي أن كلمة السر لدخول اللعبة هي "السيستم"، و"سيستم الدولة" لمن يدخله ينعم بما لذ وطاب من مكاسب ومناصب، وتُفتح له الأبواب كافة، لا سيما العصي منها على الفتح، فصار نجم الرجل يلمع شيئا فشيئا ووصل أو تم إيصاله إلى منصب النائب الأول لرئيس المجلس النواب في دورات عدة، قبل أن ينتهي به الأمر إلى سدة الرئاسة في سياق ما يُعرف بـ"هندسة الانتخابات" وإن قال كثيرون غير ذلك، لأن شخصية كرئيس مجلس النواب لا يجب في الفهم التقليدي لنهج أجهزة الدولة إلا أن يكون منخرطا حتى النخاع في "السيستم ومدركا لقواعد اللعبة".

وفي قصف الصفدي واختياره لرئاسة النواب، بدا للبعض أن الأمر فيه "نهج تمييعي" لا يقتصر على هذا المنصب وحسب، إنما يطال مفاصل عدة هناك من يرى أن الفرصة مناسبة لهز دورها كالنقابات والإعلام والأحزاب، فالصفدي لدى أصحاب الانتقادات القاسية "يشبه المرحلة بكل ما فيها ولا يمكن مقارنته بشخصيات سبقته للمنصب مثل سليمان عرار، عبد اللطيف عربيات، وطاهر المصري.

لكن للرجل أنصار يرون فيه شخصية وطنية كفؤة ولها باع طويل في العمل النيابي بما يؤهلها لوصف "المخضرمة"، ويؤمنون أنه قادر على إدارة المرحلة نيابيا بما ينسجم مع توجهات الدولة في العديد من الملفات.

ومن وجهة نظرهم، لا يعيب الصفدي بموقعه الحالي أن يكون "نتاج السيستم"، معتبرين أن الحكم يجب أن يتركز على أدائه وحسب، إذ يصف هؤلاء أداءه بالجيد رغم الورطة التي وقع فيها بحديثه الذي أثار مؤخرا استياءً سعوديا، ويتمنى الصفدي ومعه كثيرون أن تكون تداعياتها قد انتهت بالفعل.
وعلى مدى الأشهر الماضية قدم الصفدي "أداء جيدا"، بحسب ما يرى أنصاره، الذين يؤكدون أن الرجل بعيد عن عالم البزنيس والصفقات.

يمضي الصفدي في "سنته الشمسية" برئاسة مجلس النواب، وسط مهام ثقيلة عنوانها الكبير "فقدان ثقة المواطنين بالمجلس"، وليس مطلوبا منه سوى القفز عن كل ما يمكن اعتبارها عراقيل قد تعيق سيره نحو مواصلة طموحاته في إطار ما تحبه الدولة له.. وترضاه.  

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير