هزة ضمير

{title}
أخبار الأردن -

أحمد سلامة أبوهلالة  

 

بلا طعام ولا ماء ، ظلام دامس، لا يعرف الليل من النهار، ولماذا هو هنا؟ ترى بماذا يفكر؟ وماذا يتذكر؟ وعلى من ينادي؟ طفل تحت الأنقاض.
 
تفيض عيناها بالدمع ، تقف على بعد أمتار من أطفالها وهم بين الموت والحياة تحت الأنقاض، لم تفكر في بيت أو ممتلكات، تدعو الله النجاة لفلذات كبدها أم تستغيث بقلب يملؤه الحزن.

هول الفاجعة يهز الإنسانية ، ضمير حي يفتح متجره مجانا لكل محتاج، يقدم العون المادي والعيني، والمعنوي، يكثر من الدعاء والترحم على أرواح من قضوا ويحسبهم شهداء مع الصديقين ، ويصلي عليهم صلاة الغائب.

 

وضمير ميت لم يتعظ بالموت ولم يتأمل التنبيه الإلهي في قوله تعالى:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر - الآية 67).

 

ينسى أن ما حل بغيره اليوم قد يحل به غدا وأن الأيام دول، ويجهل أنه لا يملك على هذه البسيطة حتى نفسه، ذاك الذي امتزج في خلقه العيب بالنذالة حين نهب مالا أو حلية من ميت ترك له الدنيا بما فيها، ونسي أن الموت سينهبه يوما ما إلى  موقف يقال فيه: ﴿ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
[ الصافات: 24].

اللهم ارحم الشهداء، واشف المصابين، والطف بعبادك المحتاجين واجبر كسر الإنسانية التي كسر قلبها؛ علّها تثوب إليك وقد بصرت عظيم قدرتك وجبروتك؛ فتبرأ مما اقترفت يداها من تعد وظلم وإهمال وقتل ودمار وتعود لجادة الصواب حيث الإنسان أخو الإنسان دمه حرام وعرضه حرام و ما يملكه حرام وإن دهته فاقة أو جائحة هب أخوه إليه يواسيه ويحنو عليه ويقيل عثرته.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير