ظهور "كتيبة أريحا" يُرعب الاحتلال

{title}
أخبار الأردن -

شكَّل ظهور «كتيبة أريحا» التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي مفاجأة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، حيث إن مدينة أريحا ومخيمها عقبة جبر، يعتبران من الأماكن الأكثر هدوءاً مقارنة بغيرها من المواقع الساخنة في الضفة الغربية، فضلاً عن أن الكشف عن ارتباط الكتيبة بالجهاز العسكري لحركة حماس شكل مفاجأة أخرى للاحتلال.

واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة شبان فلسطينيين وأصابت اثنين آخرين بجروح خطيرة، وذلك بعد اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوب مدينة أريحا فجر يوم الاثنين السادس من شباط/فبراير الجاري، ليتبين بعد ساعات من المجزرة أن الشهداء هم كتيبة مسلحة تتبع لحركة حماس، وأن الشهداء هم الشقيقان رأفت وإبراهيم وائل عويضات (21 و27 عاما) وابن عمهما أدهم مجدي عويضات (22 عاما) ومالك عوني لافي (22 عاما) وثائر عويضات (28 عاما).

وأكد جيش الاحتلال أن المقاومين مالك ورأفت عويضات هما من يقفان خلف «عملية الموغ» التي وقعت قبل الاغتيال بعشرة أيام، ونشرت القوات الإسرائيلية صورة لهما التقطتها إحدى كاميرات الشارع العامة، وأشارت أنهم جميعاً أشقاء وأقارب من نفس العائلة والمخيم وقد شكلوا «كتيبة مقاومة» عُرفت لاحقا باسم «كتيبة مخيم عقبة جبر» استعداداً لتنفيذ عمليات فدائية أخرى.

ورغم أن الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ساري عرابي لا يعتبر أن ما حدث في أريحا يشكل تحولاً استراتيجياً إلا أنه يرى بأنه «دليل على تكرس حالة المقاومة وتمسك الفلسطينيين بها وتمددها».

ويضيف عرابي في حديث خاص لـ«القدس العربي» إن ما حدث في أريحا يدل على أن «محاولات استنساخ حالة المقاومة لا تزال مستمرة، وإن حالة الالهام من الآخرين لا تزال مستمرة أيضاً، وأن المقاومة في الضفة الغربية ليست في طور الانحسار أو الاختفاء».

أما كون الكتيبة المسلحة قد ظهرت في أريحا التي تعتبر مكاناً هادئاً ونادراً ما يشهد اشتباكاً مع قوات الاحتلال، فيقول عرابي «إن المكان كان غير متوقع بالفعل، بالنظر إلى أن الحضور التاريخي لأريحا في النضال الفلسطيني أقل كثافة مقارنة بالأماكن الأخرى، وذلك لأسباب موضوعية عديدة منها أن الكثافة السكانية في أريحا محدودة، وأيضاً من الناحية الجغرافية والديموغرافية شبه معزولة ومنفصلة عن بقية أماكن الضفة الغربية، ولا تتسم باتصال جغرافي يساعد على تشكيل حواضن للمقاومة، وهنا تكمن أهمية أريحا».

ويرى عرابي أن ما حدث في أريحا ليس دليلاً على أن الأراضي الفلسطينية مقبلة على موجة اشتباك جديدة، وإنما هي جزء من موجة اشتباك موجودة أصلاً مع الاحتلال، وتنضم مع بقية حالات المقاومة والاشتباك الموجودة في الضفة الغربية والتي يمكن أن نصفها بأنها «مقاومة مستمرة ومفتوحة منذ سنوات وأخذت دفعة كبيرة منذ العام 2021».

ورداً على سؤال «القدس العربي» عما إذا كانت الفصائل الفلسطينية، ومن بينها حركة حماس، قد تبنت استراتيجية جديدة في مواجهة الاحتلال بالضفة الغربية، يقول عرابي إن «الأراضي الفلسطينية تشهد مرحلة جديدة من المقاومة وليس استراتيجية جديدة، حيث يمكن القول إن لدى حماس استراتيجية تقوم على دعم أي عمل مقاوم في الضفة وعدم المسارعة أو المسابقة لتبني الشهداء أو تبني العمليات من أجل خلق حالة وطنية عامة تتجاوز الحزبية، وتقطع الطريق أمام أي محاولة لضرب حالة المقاومة لأسباب سياسية أو حزبية».

وعلى الجانب الإسرائيلي أثار ظهور كتيبة حماس المسلحة في مدينة أريحا موجة الجدل، حيث شكلت مفاجأة غير متوقعة لأجهزة أمن الاحتلال.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن «ظهور كتيبة مسلحة تتبع لحركة حماس في منطقة أريحا شرقي الضفة الغربية، مفاجأة ليس للإسرائيليين وقوات أمنها فقط، بل لقيادة السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية أيضاً».

وحسب الصحيفة فإن «أريحا تعتبر مدينة سياحية، من النادر ما شهدت اشتباكات أو ظهور بنية تحتية تنظيمية واسعة فيها، على عكس مدن الضفة الغربية الأخرى مثل نابلس وجنين».

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني فلسطيني قوله بأن «ما جرى في أريحا، يشير إلى محاولات حركة حماس، تشكيل كتائب مسلحة في كل مكان، وهو الأمر الذي يجب على السلطة الفلسطينية أن تتيقظ له» وفق زعمه.

ووفقاً للصحيفة فإنه إلى «جانب رام الله، تعتبر أريحا من المدن الأكثر ارتباطاً بمؤسسات السلطة الفلسطينية، وفيها أكاديمية ضباط الشرطة وجامعة الاستقلال، إلى جانب سجون مركزية لها».

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بتعزيزات عسكرية كبيرة مخيم عقبة جبر في أريحا الأسبوع الماضي، وحاصرت بناية سكنية؛ لتندلع اشتباكات مسلحة شديدة بين جنود الاحتلال ومقاومين، أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين، وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى اعتقال ثمانية فلسطينيين منهم القيادي في حركة «حماس» شاكر عمارة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير