رسائل البالون الصيني
زيان زوانة
ينشغل العالم بالبالون الصيني المحلق في أجواء أمريكا، وإعلانها عن بالون صيني ثان فوق أمريكا اللاتينية، ومحاولاتها محاصرة الصين واللعب في حديقتها الخلفية، بتعزيز وجودها العسكري في جزيرة "غوام" وسط الباسيفيك وبسماح اليابان لقواتها المتمركزة في جزيرة أوكيناوا شمال تايوان بإطلاق النار على السفن المعادية، وتوسيع قواعدها في الفليبين جنوب تايوان، واستضافة الرئيس بايدن في البيت الأبيض منذ شهور لزعماء دول حلف الآسيان لاستعدائهم على الصين، عازفا على وتر توسعها على حسابهم، هذا، وبينما تعلن الصين عن علاقتها الوثيقة مع روسيا التي بلغت تجارتها معها للعام 2022 أكثر من 190 بليون دولار، وأقامت معها مناورات عسكرية، وفتحت حدودها دون قيود مع هونغ كونغ، المركز المالي العالمي، ومع " مكاو " الكازينو السابق للعالم، لتستعيد نموها الإقتصادي كما قبل الجائحة، يعلن صندوق النقد الدولي عن توقعه بإسهام الإقتصاد الصيني بربع النمو العالمي للعام 2023.
دول الآسيان محشورة بين القوتين العظميين، بنظرة شك لأمريكا وعناوينها عن حقوق الإنسان والديموقراطية التي لا تستهويهم، وتركيزها على تحالفها مع اليابان وأستراليا والهند مبتعدة عنهم، وفرضها عليهم سياسات اقتصادية لا تعجبهم منذ العام 1997، وانشغال إداراتها عنهم بمحاربة الإرهاب والشرق الأوسط، والتفاتة أوباما المتأخرة لهم وانتقادات ترامب لسياساتهم الإقتصادية مع الصين القريبة بسلاسل توريدها وتكنولوجيتها واستثماراتها وقروضها الموثوقة . كما اعتذار الصين وتبريراتها لبالونها الطائر فوق قاعدة الصواريخ الأمريكية، رسالة صينية تقابل تسليح أمريكا لتايوان وحشودها العسكرية في مياه بحر الصين، فإن إعلان صندوق النقد الدولي بالأمس يمثل رسالة لدول الآسيان كما لغيرهم في العالم، المحشورون في زوايا صراع العمالقة، إن جدّ الجدّ.