هل حقا يسبب وضع اللابتوب في الحجر العقم؟
في خضم عصرنا التقني هذا أصبح الحاسوب المحمول (اللابتوب) أحد أهم المقتنيات في حياتنا، ولعلنا نجد أن هذا مرتبط في كثير من الأحيان بضرورة أن يكون هذا الحاسوب متصلا بالإنترنت لا سلكيا عبر ما يعرف بشبكة (Wi-Fi)، وقد أصبح من المعتاد جدا رؤية شخص يضع حاسوبه المحمول في حجره لعدة ساعات في أثناء اتصاله بالإنترنت. خصوصا من يلعب بالألعاب الشبكية، أو من يعمل باستخدام الحاسب.
وانتشرت شائعة حول أن وضع الحاسب على الحجر يسبب العقم للرجال، فهل هذا صحيح؟!
في الحقيقة تمت دراسة مقدمات الأمر في أبحاث متعددة نتيجة هذه الشائعة المنتشرة عالميا.
وخلصت الدراسات إلى وجود تأثيرين سلبيين لهذه الوضعية على النطاف عند الرجال، وهما:
أولا: تبين أن الحواسيب المحمولة -لا سيما تلك المتصلة بشبكة الـ WiFi- تصدر أمواجا كهرومغناطيسية ذات ترددات راديوية، قد تؤثر على نوعية النطاف وتعدادها وحركتها، وهو عادة ما ننتظر نتائجه من المخبري عند أخذ عينة للتحقق من مدى خصوبة الرجل. وقد بسطنا الكلام حول هذا الموضوع في مقال سابق نضع رابطه في التعليقات.
ثانيا: إن استخدام الحاسب المحمول بهذه الطريقة يرفع من درجة حرارة كيس الصفن، ومن المحتمل أن يرتبط ذلك بنقص الخصوبة عند الرجل.
وهذا الارتفاع ليس فقط بسبب الحرارة الناتجة عن عمل الحاسب، بل بسبب الوضعية نفسها أيضا.
حيث قارنت إحدى الدراسات بين ارتفاع درجة حرارة الصفن عند استخدام الحاسب المحمول في 3 وضعيات مختلفة:
الأولى: وضع الحاسب في الحجر مع ضم الساقين (أي الوضعية السيئة التي نتحدث عنها)، فكانت النتيجة ارتفاع درجة حرارة الصفن بمقدار 2.3 C، بمعدل درجة واحدة في 11 دقيقة.
الثانية: كسابقتها لكن مع وضع درع، فقد لوحظ أن الصفن قد ارتفعت درجة حرارته بمقدار 2.2 C بمعدل درجة واحدة في 14 دقيقة.
الثالثة: في هذه الوضعية استخدم الحاسب والساقان مبسوطتان، فارتفعت درجة حرارة الصفن بمقدار 1.4 C، بمعدل درجة واحدة في 28 دقيقة.
ليس من المؤكد أن تسبب لك تلك الوضعية العقم، لكن الأدلة تشير أنها تؤثر على خصوبتك، ولا يعتقد أن هنالك رجلا يقبل بالمخاطرة بهذا. ومن أجل ماذا؟! من أجل ألا يجلس جلسة مناسبة فقط؟!