علاج لا يخطر على بالك لآلام الظهر

{title}
أخبار الأردن -

قد تكون سمعت مسبقا عن استخدام حقن البلازما في البشرة كإجراء تجميلي، ولكن الأمر هنا مختلف، حيث يجري العلماء دراسات عن فعالية البلازما الغنية بالصفيحات لعلاج آلام أسفل الظهر الناتجة عن تنكس الأقراص الفقرية!

ولكن قد يتساءل البعض بداية: ما المقصود بتنكس الأقراص الفقرية؟

الأقراص الفقرية (الديسك) هي كالوسائد المطاطية، تقع بين فقرات العمود الفقري، تعمل على امتصاص الصدمات وتساعد الفقرات على الحركة.

ويعد تنكس الأقراص الفقرية أشيع سبب لآلام أسفل الظهر، فعندما تبدأ بالتنكس والتآكل سيحدث احتكاك مباشر بين عظام الفقرات، وقد يحدث نتيجة لذلك أيضا انفتاق لهذه الأقراص (يسمي البعض انفتاق القرص باسم مرض الديسك) وكل هذا سيسبب الألم.

يحدث التنكس مع تقدم العمر، حيث يظهر لدى معظم الأشخاص بعد عمر الأربعين (ولكن قد لا تظهر الآلام عند الجميع)، فحدوثه أمر طبيعي مع تقدم العمر، ولا يعرف له سبب واضح، وإنما توجد عدة عوامل قد تزيد نسبة الحدوث، منها عوامل وراثية، وزيادة الأحمال الميكانيكية على العمود الفقري، وأذية العمود الفقري.

ومن الجدير بالذكر أن الأقراص الفقرية لها قدرة محدودة على التجدد عند تعرضها للأذى، وهذا ما دفع العلماء لإجراء تجارب ودراسات لإيجاد طرق لمحاولة معالجتها، ومن هذه الطرق: حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية داخل الأقراص الفقرية intradiscal PRP (platelet-rich plasma) injections.

لكن ما هذه الحقن؟

يؤخذ دم المريض نفسه وتستخلص منه الصفيحات، بواسطة عملية الطرد المركزي، ويوجد عدة وسائل وطرق للحصول عليه تختلف من دراسة لأخرى.

ومن ثم تحقن هذه البلازما المحضرة داخل الأقراص بين الفقرية، لكن كيف تفيد؟.

مع أن الآلية ما زالت غير واضحة تماما، إلا أن الأطباء يعتقدون أن هذه الطريقة تعزز عمليات الشفاء الذاتي، حيث تزيد تحرر عوامل النمو والسيتوكينات؛ مما يساعد على تكون الأنسجة، وتنظيم الاستجابة الالتهابية.

 

كما قد تساعد الصفيحات في تقريب حواف الأقراص المتمزقة والتئامها، بالإضافة إلى فعالية الحقن في تحسين ارتفاع الأقراص الفقرية وحمايتها من الجفاف.
وقد أثبتت الدراسات فعلا أهمية حقن البلازما الغنية بالصفيحات عبر الجلد في علاج بعض الأمراض العضلية الهيكلية! وهذا ما دفعهم لدراسة فعاليتها في علاج التنكس الفقري.

ولكن من المرضى الذين يمكنهم اتباع هذا العلاج؟ هل هناك شروط محددة؟

لا توجد معايير ثابتة حتى الآن، إلا أنه يعتقد أنها أكثر كفاءة وفعالية إذا طبقت قبل أن يصل القرص الفقري إلى مرحلة متقدمة من التنكس.

والآن للفقرة الأهم، ألا وهي نتائج الاستخدام

اشتركت جميع الدراسات بإثبات عدم وجود ضرر لاستخدام حقن PRP لعلاج آلام أسفل الظهر الناتجة عن تنكس الأقراص الفقرية!

فالنتائج كانت إيجابية وجيدة عموما، خاصة بأن المادة المحقونة تحضر من دم المريض نفسه، وبالتالي انخفض احتمال حدوث رفض للمادة المحقونة أو ظهور رد فعل تحسسي.

وأيضا من ناحية الكلفة، فيرى العلماء أن هذه الطريقة أقل كلفة من غيرها (كحقن الستيرويد مثلا) مع استخدامها كعلاج طويل الأمد.

أما نسبة إيجابية النتائج والتحسن لدى المرضى، فكانت متفاوتة من تحسن شديد عند فئة كبيرة من المرضى في التجربة، إلى عدم وجود تحسن ملحوظ، وذلك لوجود اختلافات بين الدراسات من عدة نواح: ككمية البلازما المحقونة، وعدد مرات الحقن، وفترات المتابعة، وطرق التحضير، والمرضى المستهدفين، ومدة التجربة، وغيرها من المعايير التي لم تحسم الخيارات الأفضل فيها حتى الآن.

كما حاول العلماء الانطلاق من مبدأ هذه الطريقة إلى طرق أخرى قد تكون أكثر فعالية، كإضافة عوامل نمو مثلا للبلازما المحقونة، أو إضافة الكريات البيض لها!

وبالتالي حسب الدراسات المجراة يمكننا أن نعد حقن البلازما الغنية بالصفيحات لعلاج آلام التنكس في الأقراص الفقرية (حتى الآن) علاجا واعدا آمنا وفعالا ويوفر آفاقا جديدة ومثيرة لعلاج أمراض الأقراص التنكسية وغيرها من الاضطرابات العضلية الهيكلية، ولكنها بلا أدنى شك لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسات على المدى الطويل.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير