صفر إرهاب
د. بشير الدعجة
دائرة المخابرات العامة تطارد وتكافح التنظيمات الإرهابيين التي تنشط على الساحة الاردنية بين الفينة والاخرى مستغلة الظروف المحلية والاقليمية المختلفة...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ... هل تمكنت دائرة المخابرات العامة من القضاء على التنظيمات الارهابية ؟ وهل استطاعت حماية امن الوطن والمواطن من شرورها وأهدافها المخطط لها ؟ ولماذا تستهدف هذه التنظيمات الارهابية الأردن دون سواه ؟... إذا ما أُستثنيت من الحسبة الدول التي تشهد صراعات داخلية وحروب بين عناصر مساحة ؟
للاجابة على هذه الاسئلة - حسب رأيي المتواضع - يجب أن نعود إلى الماضي القريب ... وبالتحدبد الى تنظيم القاعدة الارهابي...الذي أختار الأردن دون سواه لارتكاب جرائمه الارهابية...بالرغم من هشاشة الامن ومخابرات غالبية دول الاقاليم مقارنة بالمخابرات الاردنية ذات الاحتراف المهني بشهادة دول العالم اجمع ...
الإجابة أن قائد التنظيم في العراق وبلاد الشام ابو مصعب الزرقاوي له تصفية حسابات قديمة مع أجهزة الامن الاردنية تتمثل بتاريخه الجرمي الحافل بالجرائم المختلفة والمتنوعة من جنح وجنايات ... لذلك نشط تنظيم القاعدة الارهابي على الساحة الاردنية للثأر لأبي مصعب الزرقاوي من الدولة الاردنية...وقام التنظيم بمحاولات ارهابية عديدة وأدتها دائرة المخابرات العامة في مهدها وقبل استفحال خطرها باستثناء تفجيىرات الفنادق عام 2005 والتي راح ضحيتها المواطنيين والزوار الابرياء ...
استفاد الأردن من الحادثة بإعادة النظر بالمنظومة الأمنية كاملة وكافة الخطط الأمنية للتعامل مع الارهاب ..
نشطت دائرة المخابرات العامة بعد الحادثة...واستطاعت خلال فترة قياسية من تنظيف الساحة الاردنية من تنظيم القاعدة الارهابي وخلاياه النائمة...وتلاشى نهائيا التنظيم بعد مسحه نهائيا.... وعاش الوطن والمواطن لعدة سنوات (ببحبوحة) أمنية يحسدنا عليها القريب قبل الغريب ...
بعد ذلك ظهر تنظيم داعش الارهابي ...وهو نتاج الحروب والصراعات في عدة دول الاقاليم المحيطة بنا وعلى تماس مباشر مع مساحات شاسعة من حدودنا الدولية ...ونتيجة لمواقف الأردن السياسية والعسكرية المؤيدة للشرعية في هذه الدول... نشط تنظيم داعش الارهابي على حدودنا وخاصة الشمالية والشرقية ...وكذلك استطاع استغلال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للتأثير السلبي على فئة لا يستهان بها من الشباب واعدين اياهم بالجنة وحور العين بعد اقامة الخلافة الاسلامية في دول الاقاليم...
ألا أن المخابرات العامة رغم وقوع حوادث مؤسفة...استطاعت مسح الجيل الأول والثاني من تنظيم داعش الارهابي وخلاياه النائمة في الأردن بزمن قياسي تعجز عنه أكثر دول العالم تقدما واحترافا امنيا...
اطمئن المواطن الاردني لهذا الانجاز الامني الرائع للاجهزة الأمنية ... الا أن تنظيم داعش الارهابي ورغم مسح جيله الأول والثاني...استطاع تفريخ افراخ صغيرة قبل مسحه... وبقيت الافراخ نائمة ... تنتظر الظرف المناسب لها أو استغلال خطوات المواطن السلبية غير المدروسة ضد الحكومات بالاعتصامات أو المسيرات أو المظاهرات لقيام الافراخ الارهابية بنشاطها الارهابي....وهذا ما حصل في أحداث اعتصامات وسائل النقل الأخيرة غير المدروسة من قبل المعتصمين ...
افراخ داعش الارهابي بعد أن نبت ريشها...استغلت الاعتصامات والأعمال التخربية التي رافقت الاعتصامات ...وخرجت من جحورها ...وارتكبت أفعال ارهابية اجرامية...ارتقى نتيجتها اربعة من أبناء جهاز الامن العام ... ألا أن جهاز الامن العام استطاع قتل أحد الافراخ الارهابية ممن كان له ضلع في استشهاد رجال الامن العام بعد معلومات استخبارية محكمة من دائرة المخابرات العامة والقاء القبض على بقية افراد الخلية...
المتتبع لنشاط التنظيمات الارهابية في الاردن يعي تماما أن دائرة المخابرات العامة استطاعت مسحها وهذا لم يحدث في أي دولة تعاني من الإرهاب ...حيث مازالت تأنُ من ويلاته حتى اللحظة.....
تفاجأنا بالاعمال الارهابية الأخيرة التي ارتكبتها افراخ داعش الارهابي... الذي (فقص) افراخ قبل مسحه نهائيا على الساحة الاردنية....
والسؤال الذي يجول في خاطري وخاطر السواد الاعظم من المواطنيين .... هل المخابرات العامة خلال وقت قصير تزف لنا خبر مسح افراخ داعش الارهابي على الساحة الاردنية...كما زفت لنا خبر مسح تنظيم القاعدة الارهابي وخلاياه النائمة وكذلك الجيل الأول والثاني من تنظيم داعش الارهابي وخلاياه النائمة....
اعتقد هذه آخر الخطوات لجهاز المخابرات العامة للقضاء على هذه الافراخ الارهابية...وهو قادر على ذلك لما يمتلكه من حرفية مهنية تضاهي اكثر اجهزة العالم الاستخبارية تقدما في هذا المجال....
اجزم أن الخطط الاستراتيجية الأمنية القادمة لدائرة المخابرات العامة وهدفها التكتيكي الوصول الى صفىر ارهاب على الساحة الاردنية...وذلك بوأد افراخ داعش الارهابي نهائيا..