"سأدخل الجنة بسبب رئيس الوزراء "
زيان زوانة
عبارة قالتها ابنتي لي في مكالمتها الهاتفية الصباحية المبكرة وهي في طريقها لعملها التدريسي ، ولتوصيل " الأطافيل " حسب تعبيرها ( أبنائها ) لمدرستهم ، أثناء ممارستي مشوار المشي الصباحي المبكر. بدأت مكالمتها كالمعتاد تسأل عني مؤكدة علي ارتدائي ملابسي الدافئة أثناء المشي ، وتعلمني أنها غادرت منزلها في الظلام ( بسبب قرار التوقيت الحكومي ) ثم تنتقل لتعلمني أنها وأسرتها بخير ، لكنها اليوم أضافت أنها أدت صلاة الفجر حاضرة ، كما دأبت منذ بدء تطبيق قرار التوقيت ، ثم انطلقت بالضحك قائلة " والله يا أبوي سأدخل الجنة بسبب رئيس الوزراء وقراره التوقيتي ، لأنني أصلي الفجر حاضرا منذ القرار ".
ضحكنا قهقة على تصريحها الديني السياسي ( بالنسبة لي ) ، لأنها عارضت بشدة قرار التوقيت ، وتناقشنا في حينه طويلا وهي تشرح لي صعوبة خروجها وأطفالها في الظلام ، وصعوبة تجهيزهم لمدرستهم وهم نعاس ، ما مثلّ لي وأنا أستمع لمكالمتها تغيرا نوعيا بموقفها المعلن حيال القرار، وطبعا حيال الحكومة التي اتخذته ، ما أسعدني لأنها وجدت ، أخيرا ، في القرار منفعة حققها رئيس الوزراء لها ستجنيها عند الله ، جلّ وعلى .
هنأتها على تفاؤلها على تراجعها عن موقفها القديم من القرار وصراحتها في إعلان موقفها الجديد منه ، وأعلمتها أن أكثر ما يعوز حكوماتنا قدرتها على مراجعة قرارتها بموضوعية ، وذكرتني بما كنت قلته لها ولأختيها ، أن القرار سيعودهن وأطفالهن على الصحو المبكر ، والنوم المبكر المعتدل ، وحكمة المثل الشعبي " نام بكير إصحى بكير وشوف الصحة كيف تصير ". ودعتها وطلبت منها التركيزعلى قيادتها السيارة ، وحمد الله على نعمة الأمن والإستقرار الذي يجب ألا يكون عرضة للتجربة والخطأ وسوء التقدير.