أردنيون يعلنون الطوارئ.. ملابس أكثر وجدول زمني لتشغيل المدافئ
شد الكثيرون في أنحاء الأردن أحزمتهم بسبب ارتفاع الأسعار، مما جعلهم يحدّون من الإنفاق على الضروريات والمستلزمات الأساسية.
ومع برد الشتاء، دفع ارتفاع أسعار الوقود على وجه التحديد، الكثيرين إلى محاولة الالتفاف على الإنفاق على التدفئة، وخاصة الكاز، ومن الأمثلة على ذلك تقوم الأردنية أم أحمد فقط بتشغيل مدفأة الكاز في الصباح لمدة ساعة قبل ذهاب أطفالها إلى المدرسة.
وقالت أم أحمد: "لم يعد بإمكاننا ملء جالون الكاز بالكامل بعد ارتفاع الأسعار، لذا أصبح تشغيل المدفأة عبئًا كبيرا".
وأجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة عائلة أم أحمد المكونة من سبعة أفراد، على إعلان حالة الطوارئ داخل المنزل خلال فصل الشتاء لمحاولة تقليل استخدام المدفأة قدر الإمكان.
وأضافت أن تأمين الكاز أصبح أمراً مربكا، وتقوم بتعويض ذلك من خلال ارتداء المزيد من الملابس داخل المنزل، وفي بعض الليالي، تجعل أطفالها يرتدون المعاطف ويلفونها بأغطية ثقيلة للبقاء دافئين.
وقالت إن هذا ليس حكرا على عائلتها حيث تشعر العديد من العائلات بالقلق من البرد القارص القادم والشتاء الذي لا يمكن التغلب عليه بالمعاطف والأغطية.
في عام 2022 استمرت أسعار الكاز والديزل في الارتفاع حتى نوفمبر لتصل إلى 860 فلسا للتر، بزيادة تقارب 40 في المائة عن أسعار العام الماضي، حيث كان سعر اللتر في ذلك الوقت 615 فلسا.
وبلغ معدل الفقر بين الأردنيين 15.7 في المائة في 2017-2018، ومع ذلك، يتوقع البنك الدولي زيادة بحوالي 11 نقطة مئوية، ليصل إلى حوالي 27 في المائة.
وتعتمد الكثير من العائلات في جميع أنحاء المملكة على الكاز للتدفئة، ويمكن رؤية الناس في محطات الوقود المختلفة وهم يحملون زجاجات بلاستيكية لملئها بحسب الأموال المتوفرة مهم.
وأعربت أم أحمد عن قلقها من الشتاء البارد بشكل كبير، مبينة أن بدائل التدفئة باهظة الثمن، حيث أن الحطب لم يعد متوفرا وسعر الطن تجاوز 100 دينار.
وقال الخبير في علم الاجتماع الاقتصادي، حسام عايش، إن هناك مشكلة كبيرة في اقتصاد الشتاء، مشيرًا إلى ضرورة مراعاة الحكومة لاحتياجات الناس الأساسية.
وأضاف عايش أن التركيز يجب أن يكون بشكل خاص على الأسر الفقيرة وذات الدخل المنخفض ومتطلباتها لتكون قادرة على التعايش مع البرد.
وأكد عايش أن عدم تمكن الأسر الفقيرة وذات الدخل المنخفض وحتى الطبقة المتوسطة من شراء الكاز يمكن أن يسبب مشكلة صحية، وبدائل الكاز هي البلاستيك أو الخشب، والبعض قد يلجأ إلى تقطيع أشجار الغابات من أجل النار أو حتى اللجوء إلى حرق الملابس القديمة.
وقال: "كثير من الناس يعانون من أمراض الجهاز التنفسي بسبب استخدام وسائل التدفئة هذه. بل إن البعض فقد حياتهم بسبب نقص موارد التدفئة".
وأضاف عايش أن الزيادات المتتالية في الأسعار مشكلة يجب حلها، وباتت العديد من العائلات تجد صعوبة في شراء وتأمين وسيلة تدفئة آمنة، لذلك يجب على الحكومة إيجاد بدائل وحلول.
وبحسب عايش، لقد حان الوقت للسماح لهؤلاء الأشخاص بالحصول على طاقة تدفئة من خلال التخطيط الشامل. وقال إن آليات إمداد الناس بالتدفئة هي مسؤولية الدولة والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني.