هل حقا ستصاب بالتسمم إذا تناولت السمك مع اللبن؟
"توقف! لا تأكل اللبن مع السمك! فهذا سيحدث لك تسمما".. لا شك أنك قد سمعت مثل معظمنا هذه العبارة من جدتك أو من أحد أفراد عائلتك.
فهل هذا صحيح؟ أم أنه مجرد خرافة قديمة أو شائعة لا صحة لها؟
الجواب وباختصار، ليس صحيحا. ولكن للحديث تتمة.
أول فكرة خاطئة عليك معرفتها أن المقصد باللبن هنا هو الحليب، وليس اللبن الرائب المسمى في بعض البلدان بالزبادي.
ثم وبعد البحث والتفتيش، لم نجد دراسة علمية واحدة تطرح هذا الإشكال، فضلا عن إثباته ونفيه! في حين أن الكثير من الأشخاص في أنحاء العالم يتحدثون عن تجربتهم لتناول السمك مع اللبن دون حدوث أي ضرر لهم؛ مما يشير إلى أن هذه الدعوى مجرد شائعة متناقلة على الألسن.
هل لا توجد أي مشكلة في تناول السمك مع اللبن؟
في الحقيقة قد يتحسس البعض من السمك، وآخرون لديهم مشكلة في هضم اللاكتوز (سكر الحليب)، مما يسبب لهم مشاكل عند شربه، بغض النظر عن مشاركتهما معا أم لا. فمن لديه مشاكل مع صنف، سيصاب بأعراض تناول هذا الصنف.
كما قد يؤخذ على هذه المشاركة أنها ذات قيمة غذائية عالية، إذ تحتوي على بروتينات قد تشكل عبئا على الجهاز الهضمي؛ مما قد يسبب بعض المشاكل الهضمية.
فمن أين أتت هذه الشائعة إذن؟
قد تكون تلك الشائعة ناتجة عن «الأيورفيدا»، وهي نظام طبي هندي قديم مرتكز على كتابات قديمة تعتمد على نهج (طبيعي) وشامل للصحة البدنية والعقلية.
ترفض الأيورفيدا هذه المشاركة وتدعي أنها تثبط الإنزيمات، مما يؤدي إلى إنتاج سموم، وطبعا هذا مجرد ادعاء لا توجد عليه أي أدلة كما ذكرنا.
والآن إذا قررت تناول السمك مع الحليب بعد أن علمت أنه لا خطر في ذلك، لكن عليك أن تعدل عن قرارك إلى طعام آخر في حال كنت تعاني من حساسية تجاه السمك، أو حساسية من الحليب وعدم تحمل اللاكتوز، أو إن لم تكن متأكدا من أن السمك مطهو جيدا.