غالبية علاقاتنا تشبه "الهندله"، كيف؟

{title}
أخبار الأردن -

علي سعادة

الشركات الكبرى والوكالات العالمية تقوم بشراء خدمات شركات متخصصة لاستقبال مكالمات عملائها المتعلقة بالشكاوى والملاحظات، وشركات الخدمات لديها (كول سنتر) وتقوم بتمرير الملاحظات والشكاوى إلى الشركة صاحبة المنتج .

الموظف، الموظفة التي تستقبل المكالمات تعرف على نفسها وكأنها تعمل مع الشركة الأصلية على سبيل المثال: معك شركة (...)، كيف ممكن أساعدك؟ وبعد انتهاء الشكاوى، ترد الموظفة: ملاحظتك وصلتك وتم تمريرها لإجراء اللازم ورح يتواصلوا مع حضرتك، في خدمة ثانية بقدر أقدمها الك؟.

هذا الذي حدث هو عملية "هندلة" بمعنى أنها أرضت الزبون ونفس عن غضبه دون أن تقدم له خدمة سوى تمرير ملاحظته إلى الشركة التي يتعامل معها. طبعا الزبون سيتصل مرة أخرى لأنه لم يتصل به أحد، وستقول له الموظفة: ملاحظتك وصلت وفي شكوى مسجلة باسمك ويتم أخذ إجراء عليها..طبعا الموظفة لا تعرف بالضبط ماذا فعلت شركة (...) بالملاحظة، لكنها اكتفت بـ"هندلة" العميل الذي لا يعرف أن الموظفة لا علاقة لها بالشركة التي يتعامل معها.

في علاقتنا الاجتماعية، تتصل بشخص ما تتبادل معه الحديث فيبدأ بالتهرب ..ألو ألو الصوت بعيد، المشكلة في تلفوني و الا تلفونك.. ألو ..ألو الصوت راح.. أو يقول لك برجع لك في مكالمة ضرورية أرد عليها..هنا قام بعملية "هندلة".

تريد أن تتهرب من علاقة متعبة فتقول للطرف الأخر، مشغول كثير( غالبا عمله بسيط أو لا عمل له)، حياتي مكركبة ما بدي أكركبك معي، مشاغل الحياة والأهل، ونفسيتي تعبانة، خليها للظروف، أنا باتصال فيك.. هنا أيضا "هندلة"..طبعا ما أن يدير ظهره حتى يتنفس بعمق..أوف خلصنا أخيرا.

الفتاة تقول للشاب الذي أحبته بالجامعة ولم يتوظف بعد وخريج جديد، خلينا نأجل الارتباط لأني بدي أكمل دراستي، طبعا لا توجد دراسة ولا يحزنون، ربما عريس جاهز، هنا أيضا "هندلة".

الحكومات أيضا تقوم بـ"هندلة" المواطن حين تتحدث عن فرص عمل ومشاريع ومبادرات ومنصات.

"الهندلة" غش وكذب مبطن، وهروب من المسؤولية، لكنها سياسة متبعة عند غالبيتنا، حياتنا في هذه الأيام عبارة عن "هندلة" الكل "يهندل" و"يتهندل"، إلا ما رحم رب.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير