الأحزاب بين فكي كماشة ما بين الاستقلال الذاتي أو الاندماج الشكلي ؟.

{title}
أخبار الأردن -

الدكتور محمود عواد الدباس .

خيارات الأحزاب السياسية الأردنية  القديمة والجديدة هما خياران اثنان من الناحية التنظيمية .  الخيار الاول هو الاستقلال الذاتي والذي يعني الاستمرار في تصويب وضع الحزب من حيث الشروط المطلوبة بموجب قانون الأحزاب الجديد للعام ٢٠٢٢ م  بما يخص عدد الاعضاء عموما و النسب الخاصة  بالنساء و الشباب داخل الحزب . أما الخيار الثاني في حال فشل الخيار الاول  فهو الاندماج مع أحزاب أخرى لغايات الوصول إلى  استكمال الشروط المطلوبة قانونيا . 

 

الملاحظ أن الغالبية العظمى من الأحزاب القديمة و الجديدة  مصرة على الخيار الاول وهو  استقلال الحزب عبر استكمال الشروط المطلوبة  رغم وجود معوقات كثيرة في ذلك الاتجاه لكن ومع  إدراك تلك الأحزاب لتلك الصعوبات إلا أنها  مصرة على هذه  المحاولة  ؟. أما  الخيار  الثاني وهو الاندماج مع أحزاب أخرى  فهو توجه لقلة قليلة من الأحزاب  ومن ذلك اندماج حزبي الوسط و زمزم مع بعضهما البعض في حزب جديد تم تسميته حزب الائتلاف الوطني . ايضا هنالك نموذج آخر وهو اندماج حزبي العون و الوفاء مع  حزب الميثاق . 

في التعليق على واقع الاصرار  من غالبية الأحزاب على خيار الاستقلال  الذاتي أرى أن هذا الطريق لن يوصل إلى نتيجة الا اذا دخل عنصر المال في تجنيد أعضاء جدد أو الذهاب باتجاه  الايتان بأبناء و زوجات أعضاء الحزب من أجل استكمال شروط البقاء القانوني مع التذكير أن  المدة المتبقية على تصويب اوضاع الأحزاب القديمة بموجب القانون أن المدة ليست طويلة فهي في منتصف ايار القادم . ايضا في التعليق على خيار  الاندماج مع أحزاب أخرى و الذي تسير عليه بعض الأحزاب فأجد أنه وفي بعض الحالات وليس كلها اجد أن الاندماج ليس اندماج على الفكرة بقدر ما هو تجميع لكتل حزبية داخل حزب واحد موحد شكليا مع الإشارة إلى توقع أن ذلك الخليط الجديد و المتنوع  سيكون لذلك تأثيرات سلبية  داخل الحزب الجديد وقد تؤدي  في لحظات معينة إلى شروخات  وربما انقسامات ؟.  

ختاما في ظل عدم القدرة من  غالبية الأحزاب الحالية  على ضمان استمرارها  القانوني   لصعوبة تحقيق الشروط الصحيحة المطلوبة للبقاء فإن الحل يكمن  في الاندماج  على أساس الايمان بفكرة واحدة  وليس الاندماج الشكلي  من أجل استمرار  البقاء القانوني والذي يعني ايجاد عدة أحزاب داخل حزب واحد و على اسس جهوية و مناطقية و اجتماعية وليس   على أساس كتل و طروحات متباينة ضمن الفكرة الرئيسية التي هي عنوان الحزب هذا إن كان هنالك فكرة ؟.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير