تركة الإخوان المسلمين

{title}
أخبار الأردن -

إبراهيم غرايبة 

 

يبدو أن تركة الإخوان المسلمين سوف ترثها جماعتان.. الصوفية وحزب التحرير.

 

سوف تنهض الصوفية بالميراث الديني والدعوي لتنشئ تدينا محدثا عن الصوفية السابقة يلبي اشواق المؤمنين الروحية وعلى نحو عصري يتقبله المتدينون المثقفون.

 

وسوف ينهض حزب التحرير بمعارضة إسلامية سياسية أكثر جاذبية للمعارضين. ويلائم احتياجات الدول إلى خصوم واعداء.

 

أزمة الإخوان المسلمين أنهم فقدوا الثقة الدينية التي كانوا يتمتعون بها. وفقدوا أيضا النزعة إلى المعارضة وصاروا اكثر ميلا للمشاركة والتسويات السياسية.. وهذا يخل باللعبة السياسية الاحتكارية التي تحتاج إلى خصوم وليس شركاء أو حلفاء.. ذلك أن فندق السياسة يغص بالحلفاء. وليس ثمة خصومة أو معارضة..ولا منافسة .

 

الخطر الأكبر الذي يهدد الاحتكار هو المنافسة.. وحين تنهض منافسة سياسية أو ايديولوجية أو اجتماعية للاوليغاركيا فإنها تفقد قدرتها على الهيمنة.. والحل الاوليغاركي بالطبع هو وجود الأعداء وتكريس الخوف والتهديد.

 

والخطر الثاني هو تحول التطرف إلى عمل غير مراقب أو تشكله في أفراد وأعمال شبكية غير مرئية أو يصعب ملاحقتها أو اكتشافها ولا تعرف إلا بعد وقوعها.. والحل بطبيعة الحال هو وجود جماعة منظمة ومتوقعة التفكير والسلوك تستطيع أن تستوعب وتنظم المقبلين على التطرف والغاضبين والمهمشين وفي الوقت نفسه تحافظ على الصراع في مجاله المعروف والمجرب للسلطات السياسية وأجهزتها.

 

مشكلة هذا السيناريو أنه لا يأخذ الشبكية بالاعتبار وإن كان المتطرفون يحسنون توظيف الشبكة ويستوعبون فرصها وتحدياتها فإن السلطات مازالت تفكر بتدميرها أو احتكارها ولم تصدق بعد انها تتحول إلى مجال عام غير قابل للعودة إلى ما قبل الشبكية.

 

فلم يحدث في التاريخ (كما اعلم) أن التكنولوجيا يمكن ايقافها وإن أمكن تأخيرها أو تتظيمها. ولكن المواجهة كانت تأتي دائما وخلافا للمتوقع لصالح القادمين الجدد وضد المصالح والطبقات القائمة.

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير