رجائي المعشر.. بيت الخبرة الذي يجمع غنى الفكر والمال

{title}
أخبار الأردن -

لا شك أن المتتبع لمسيرة العين الحالي، رجائي صالح المعشر، يدرك أنه أمام "بيت خبرة مستقل بحد ذاته"، ومرجعية غنية بالعلم والمعرفة والتجارب الحافلة بتحقيق الإنجازات، وغنية ماليا في الوقت ذاته، ذلك أنه يعد من بين أكثر رجال الأعمال في الأردن ثراءً.

وفي الحديث عن رجائي المعشر المولود عام 1944، لا يمكن المرور عن والده صالح عيسى الذي يعد واحدا من أبرز رجالات الرعيل الأول في الدولة الأردنية، وصاحب البصمات في عالم السياسة الاقتصاد والتنمية، والذي كان أيضا "برلمانيا صعبا"، وأحد أقطاب الحزب الوطني الاشتراكي.  

 

ومعروف عن المعشر رجائي، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء وعلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1966، ودكتوراه في إدارة الأعمال تخصص تسويق عام 1971 من جامعة إلينوي في شيكاغو، بأنه رجل اقتصاد محافظ ويميل إلى وجود دور أوسع للدولة في الاقتصاد، حيث لا تستميله الوصفات الليبرالية في إدارة اقتصاد البلاد، فيما يعد كذلك رجل فكر سياسي متقدم ومتوازن، وتوكل إليه إدارة جزء مهم من "الملفات الشائكة" سياسيا واقتصاديا، لا سيما أنه أحد الشخصيات المثيرة لإعجاب الملك بطروحاتها وأدائها.   
 
حكوميا، شغل رجائي المعشر منصب وزير في عدد من الوزارات في عقد السبعينيات، وفي عام 1981 أسس الشركة الأهلية للاستثمارات العامة التي أصبح اسمها لاحقا الشركة الأهلية للاستثمارات المالية، وتحولت إلى بنك الأعمال عام 1990، ولاحقا اندمج هذا البنك مع البنك الأهلي الذي أصبح المعشر رئيسه في بداية عام 1997، علما أنه كان في الثمانينات وتحديدا عام 1985 شغل منصب وزير الصناعة والتجارة والتموين في حكومة زيد الرفاعي.
 
وفي حكومة "الابن" سمير زيد الرفاعي، عام 2009، تولى رجائي المعشر منصب نائب رئيس الوزراء، كما تم تعيينه أيضا نائبا لرئيس الوزراء في حكومة عمر الرزاز في 2018، وحينها ترأس لجنة التحقيق في فاجعة البحر الميت التي أودت بحياة 21 طالبا ومعلما غرقا في السيول.

وفي العام 1993، دخل المعشر لأول مرة عضوا في مجلس الأعيان، واستمر فيه حتى 2009 لينتقل بعدها إلى حكومة سمير الرفاعي، وحاليا هو عضو فيه بعد أن عاد إليه مطلع العام 2020.  

وفي سيرة ومسيرة المعشر، ثمة بصمة استثنائية للرجل في مجال الإعلام، عندما أسس صحيفة "العرب اليوم" وترأس مجلس إدارتها، حيث شكلت الصحيفة قبل أن ينتهي بها المطاف لاحقا وفي عهد غير عهده إلى الإغلاق، علامة فارقة في الصحافة الأردنية اليومية بكشفها العديد من قضايا الفساد، واعتمادها نهج تغطية بسقف مرتفع، واشتباكها كذلك مع ملفات سياسية واقتصادية ساخنة.

"رجائي المعشر رئيسا للوزراء"، قد يكون ذلك خبرا عاجلا في يوما ما، وربما لن يكون مستغربا لرجل يعتبر "متوازنا وتوافقيا" ويمتلك من المؤهلات ما يمتلك، وقادر على الاشتباك بحكمة وحنكة في معارك السياسة والاقتصاد "ما ظهر منها وما بطن"، أما إذا حصل ذلك، فيكون المعشر أول رئيس وزراء مسيحي في الأردن.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير