الاخبار العاجلة
جامعيون يدخلون قطاع نبش الحاويات

جامعيون يدخلون قطاع "نبش الحاويات"

تعتزم الحكومة إنشاء هيئة لتنظم عمل جامعي النفايات، لكن خبراء اقتصاديين قالوا إن قيام الشركات المتخصصة بهذه المهمة أكثر قابلية للتطبيق.

في عمان والمحافظات، هناك حوالي 7000 ملتقط نفايات يعملون بدون تراخيص، ويُعتقد أن 22 بالمائة هم من اللاجئين السوريين.

وقال الوزير السابق والخبير الاقتصادي جواد العناني، إن على الحكومة توفير وظائف أخرى لجامعي الخردة، وإنشاء شركات للتعامل مع جمع المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي تشمل الكرتون والورق والبلاستيك.

بدوره، قال الوزير السابق يوسف منصور، إن الحكومة "يجب أن تسأل لماذا يتوجه هؤلاء الناس للعمل في جمع القمامة؟"، مضيفا أن هذه إشارة إلى تدهور الأوضاع المالية للعديد من الأسر الأردنية.

في آذار / مارس الماضي، ناقشت أوكسفام في اجتماع استضافته مع ممثلي المنظمات غير الحكومية وممثلي القطاعين الخاص والعام، دراسة حديثة قامت بإدارتها، وتهدف إلى تقييم حالة قطاع النفايات في الأردن، ووضع ملتقطي النفايات ودورهم المهم في إعادة التدوير.

وأوضحت الدراسة المساهمة الاقتصادية والبيئية لجامعي النفايات في الأردن، خاصة وأن لهم دورًا رئيسيًا في جمع وفرز المواد القابلة لإعادة التدوير من النفايات وتوفير مواد منخفضة التكلفة تُستخدم في الصناعات المحلية، فضلًا عن دورهم المهم في حماية البيئة.

وفقًا للدراسة، كانت عمان تتربع على قمة المحافظات في ملتقطي النفايات، بأكثر من 3000 شخص يعملون في هذا القطاع، تليها إربد والزرقاء، بحوالي 1500-2000 ملتقط لكل منهما.

وكشفت الدراسة أيضا أن 50٪ من جامعي النفايات دخلوا القطاع قبل سن العشرين، وأن 83٪ منهم عملوا لأكثر من خمس سنوات في القطاع.

حوالي 50 بالمائة من جامعي النفايات تتراوح أعمارهم بين 30 و 44 عامًا، وفقًا للدراسة التي قالت إنهم يعملون ستة أيام في الأسبوع، بدءًا من الساعة 6 إلى 8 صباحا.

وأعلنت أمانة عمان الكبرى مؤخراً عن تأسيس شركة لإدارة النفايات الصلبة، بهدف إنشاء منظمة جامعة لتوجيه عمل جامعي النفايات، وتدريبهم وتأهيلهم، بالتعاون مع جهات دولية، وبالشراكة مع القطاع الخاص.

قال عمر الشوشان، رئيس الاتحاد الأردني لجمعيات البيئة، إن ملتقطي النفايات "ظاهرة منتشرة، لكنها غير منظمة".

وأضاف الشوشان: "الدافع اقتصادي وليس بيئي وعندما نقول أن هذه الظاهرة غير منظمة فهذا يعني أنه قد يكون لها تأثير بيئي سلبي".

وأوضح شوشان أن جمع النفايات في بعض المناطق التي توجد بها ينابيع مائية أو بعض المحاصيل الورقية أو بالقرب من الأحياء السكنية قد يؤثر على صحة الناس.

أبو فيصل، الذي عمل في جمع الخردة منذ عام 2007، قال إنه اختار هذه الوظيفة بسبب وضعه الاقتصادي الصعب وراتبه التقاعدي الذي بالكاد يكفي لدفع تكاليف تعليم أبنائه.

وأضاف: "أحيانًا نتعرض لبعض المخاطر أثناء تفتيش الحاويات، مثل لدغة حشرة وجروح. "نعاني أيضًا من الروائح الكريهة، خاصة في فصل الصيف، وفي الشتاء نعاني أيضًا، حيث تختلط النفايات بمياه الأمطار ويصعب علينا فصل النفايات".

وأشار أبو فيصل إلى أن بعض الملتقطين هم من خريجي الجامعات الذين لم يتمكنوا من إيجاد فرص عمل ولجأوا إلى جمع النفايات لإعالة أسرهم.

وقال، محمد الحلو، من المركز الوطني لحقوق الإنسان، إن ملتقطي النفايات قد يواجهون مخاطر بسبب غياب شروط الصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل.

وأضاف إن بعض ملتقطي النفايات يفكرون في التخلي عن السعي للحصول على وظيفة مناسبة لأنهم قد يكسبون 1000 دينار شهرياً من جمع الخردة.

من جهته، قال أحمد عبيدات، الناطق باسم وزارة البيئة، إن الوزارة تحرص على أن يكون لها دور منظم لهذه الفئة، بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، عبر مشروع إعادة التدوير في الأردن، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وقال إنه تم عقد 16 دورة تدريبية على الأقل بمشاركة 400 متدرب حتى الآن، مشددا على أن الهدف هو الوصول إلى 1800 متدرب وتوعيتهم بالعناصر الإيجابية وراء إعادة التدوير وكيفية التعامل مع النفايات لتجنب المخاطر عند فرزها.

وأكد أن دور وزارة البيئة وبالتعاون مع الجهات المعنية البحث عن نظام تشريعي لتنظيم هذه الفئة وإيجاد آلية للتعامل مع العمال بصفة ملتقطي النفايات الرسميين.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).