نريد برامج واضحة للأحزاب
د. أسمهان ماجد الطاهر
كلام منمق بدأنا نسمعه من الأحزاب الجديدة، يحمل قي ثناياه الحماس، والرغبة الحقيقية لتحقيق الرؤية الملكية لجلالة سيد البلاد الملك عبد الله الثاني، بضرورة الاهتمام بالأحزاب وتشجيع الشباب على الانضمام لها.
لم أتوقف عن متابعة وسماع ما يتم تداوله، وحركة تلك الأحزاب في جميع المحافظات في المملكة. ما يجمع بين تلك الأحزاب ويوحدها شيء واحد فقط هو حب الأردن، والرغبة الحقيقية في إحداث تغيير إيجابي واضح من خلال نهضة تنموية شاملة.
ولكن في حقيقة الأمر، حتى نخرج من إطار الكلام الإنشائي لا بد أن تأخذ الأحزاب على عاتقها تصميم برامج عمل محددة واضحة وفي إطار واحد.
مثلا بعض الأحزاب في الدول الغربية، تقوم بتقديم برنامج جديد واحد وتكثف الجهود للعمل وفق خطة استراتيجية واحدة ، فقد تأخذ بعض الأحزاب على عاتقها تخفيض الضرائب، أو توسيع مضلة التأمين الصحي، أو تقليل المخاطر المالية، أو تقليل نسبة البطالة، أو تخفيض الفوائد على القروض.
على سبيل المثال في عام 2020 كان من أولويات الحزب الديمقراطي في أمريكي ضمان حصول جميع الأمريكيين على رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة، خاصة وأن جائحة الكورونا كانت لا تزال تهدد صحة وحياة الأمريكيين في جميع أنحاء البلاد.
لقد أقر الديموقراطيون وقتها سلسلة من المشاريع لتقوية برنامج عملهم في المجال الصحي، والرعاية الصحية. وقد تمكن الحزب الديمقراطي من خفض تكاليف الرعاية الصحية وضمان الوصول إلى رعاية جيدة وبأسعار معقولة. فتمكنوا من تعزيز وتوسيع قانون الرعاية الميسرة عن طريق خفض تكاليف التغطية الصحية، ومعالجة الفوارق العرقية في الرعاية الصحية.
الحزب الديموقراطي قدم رسالة قوية تحمل برنامج عمل وفق منهجية واضحة. وهذا ما نريده من الأحزاب. برامج قوية يتم إعدادها والعمل على تحقيقها من خلال أهداف واضحة، وبطريقة تحدث فرق يشعر به المواطن.
ما يحدث على أرض الواقع أن معظم الأحزاب السياسية الجديدة تقوم باستعراض عدة مشاكل وتحديات متعلقة بالطاقة والنقل والزراعة، والاقتصاد، وتعد بأن تقدم الحلول، وباعتقادي أن ذلك لن يكون مجديًا حقا وفعلا، وخصوصا إذا أرادت هذه الأحزاب الخروج من حيز التنظير إلى التطبيق العملي.
ما نريده أن يتبنى كل حزب برنامج قوي في مجال واحد فقط والتنافس بين تلك الأحزاب الجديدة سيكون من خلال قدرتها ونجاحها على تحقيق البرنامج الذي تبناه الحزب، ودون أدنى شك أن البرنامج الذي سيتم تحقيقه على أرض الواقع سيعطي قوة للحزب الذي أطلق البرنامج، وبذلك يمكن ظهور قيادات حزبية جديدة قوية قادرة على إحداث التغيير المطلوب الذي نريده، مما يعجل نضج فكرة الحكومة البرلمانية المنتخبة ويجعلها ترى النور بوقت قريب، تحقيقا لرؤية جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني حفظه الله وأعز ملكة. حمى الله الأردن أرضا وقيادة وشعبا.