المومني: خطاب الكراهية يُهدد الأردنيين
يقضي 52 في المائة من الأردنيين أكثر من ثلاث ساعات يوميا على منصات التواصل الاجتماعي، بحسب دراسة أجراها مركز راصد حياة لقياس وعي الأردنيين بخطاب الكراهية والمعلومات الكاذبة أو المضللة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأظهرت الدراسة أن أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية بين الأردنيين هي فيسبوك، وأقلها شعبية تويتر.
ووفقًا للدراسة، فإن 17٪ من الأردنيين يقرؤون عناوين الأخبار فقط، بينما قال 32٪ إنهم يتابعون بشكل أساسي التعليقات عبر الإنترنت على الأخبار، وأن آراءهم الشخصية تتأثر بها.
فيما يتعلق بالتحقق من صحة الأخبار المنشورة، قال 17٪ من الأردنيين إنه ليس لديهم الوقت للتحقق من صحة الخبر الذي يقرؤونه، وقال 13٪ إنهم لا يعرفون كيفية التحقق من صحة الخبر المنشور، وفق الدراسة.
ويعتقد 51 في المائة من الأردنيين أنهم "على دراية متوسطة" بمفهوم خطاب الكراهية، وقال 20 في المائة إنهم على دراية بمفهوم خطاب الكراهية "إلى درجة محدودة"، و 29 في المائة على دراية بالمفهوم من خطاب الكراهية "إلى حد كبير".
ومع ذلك، قال 6 في المائة فقط إنهم قدموا شكوى بشأن خطاب كراهية إلى وحدة جرائم الإنترنت، و 9 في المائة قد قدموا بلاغًا إلى المنصة ضد المستخدم الذي نشر خطاب الكراهية، بحسب نتائج الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن 21٪ من الأردنيين يعتقدون أن هناك حاجة لتحسين سياسات إدارة المحتوى لمنصات التواصل الاجتماعي.
وتعليقا على الدراسة، قال وزير الدولة الأسبق لشؤون الإعلام محمد المومني، إن المعلومات المضللة وخطاب الكراهية من بين أكثر القضايا تحديا للأردنيين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف المومني، في تصريحات: "هناك محاولة متزايدة لمحاولة ضخ المزيد من المعلومات الخاطئة بطريقة أو بأخرى، مما يؤثر على الطريقة التي ينظر بها الأردنيون للأشياء، وكيف يتخذون القرارات بناءً على معلومات كاذبة".
وشدد المومني على الحاجة إلى مشاركة المجتمع المدني لزيادة وعي الجمهور بشأن المعلومات المضللة وتثقيفهم حول كيفية العثور على معلومات صادقة وذات مصداقية من مصادر مناسبة.
كما أشار إلى أنه من المهم معرفة مكان "رسم الخط الفاصل" بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، مضيفا: "نحن بحاجة إلى مزيد من المناقشات الوطنية والرسمية بشأن خطاب الكراهية، وأن يستمر نظام التعليم في رفع مستوى الوعي حول هذه القضية، لأن خطاب الكراهية مرض يواجهه مجتمعنا مثل جميع المجتمعات الأخرى".
بدورها، وصفت خبيرة وسائل التواصل الاجتماعي، نيفين السيد، وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "سيف ذو حدين"، لأنها مفيدة جدًا في بعض الأحيان وبالتأكيد تجعل الحياة أسهل، ولكن لها أيضًا سلبيات واضحة.
وقالت: "لسوء الحظ، لا يستخدم الجميع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، وليس لدى الجميع القدرة على التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ.. وسيقول بعض الناس أي شيء وينشرونه بهدف الحصول على تفاعل".
وأضافت السيد أن منصات التواصل الاجتماعي بها تحذيرات بشأن المعلومات المضللة لكنها لا تعمل دائمًا.
وأشارت إلى أهمية أن يتتبع الأشخاص ما يحدث في العالم من حولهم، ولكن من المهم أيضًا معرفة متى وكيف يتوقفون عن تصديق كل شيء على وسائل التواصل الاجتماعي. من أجل ذلك، نحن بحاجة إلى فهم أفضل للمعلومات المضللة.
وحثت مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على التحقق دائمًا من مصدر أي معلومات أو أخبار يصادفونها عبر الإنترنت قبل مشاركتها أو التحدث عنها.
وأكد سيف كردي، وهو خبير آخر في وسائل التواصل الاجتماعي، أن الأردنيين "يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي في كل شيء في الوقت الحاضر".
وقال إنه "من المؤسف أن تظهر حياتنا كلها على الشاشة في الوقت الحالي، وهو ما يجعل خطاب الكراهية مشكلة أكبر كل يوم، حيث يبدأ الناس في مقارنة أنفسهم وحياتهم بما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يولد الكراهية وبالتالي خطاب الكراهية".
كما دعا إلى رفع مستوى الوعي العام بشأن خطاب الكراهية، مشيرًا إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بحاجة إلى فهم مفهوم خطاب الكراهية وكيفية التعامل معه وكيفية تجنب إعطائه أو تلقيه.