مطار رامون .. أم القضايا؟
رجا طلب
فجأة وبدون مقدمات أفاق الاردنيون على قضية مطار «رامون» وبدأ الجدل حول اثر التسهيلات التي تقدمها دولة الاحتلال للفلسطينيين لاستخدام هذا المطار للرحلات السياحية العارضة، وأثر ذلك على شركات الطيران الاردنية وعلى عائدات حركة ابناء الضفة الغربية عبر جسر الملك حسين، حيث اكتشف الاحتلال وبعد افتتاح المطار عام 2019 والذي يقع في منطقة وادي عربة جنوبي فلسطين وبلغت تكلفته نصف مليار دولار بانه مشروع فاشل وبلا أي جدوى وغير مرغوب من قبل مواطني دولة الاحتلال، وبمقابل هذه الحقيقة تفتق «عقل» الاحتلال عن فكرة استثمار المطار «بالمعاناة الفلسطينية»، وبمحدودية الحركة لابناء الضفة الغربية وقطاع غزة سواء عبر الرئة الأساسية منذ عام 1967 وأقصد جسر الملك الحسين أو معبر رفح مع مصر، وقرر احياء هذا المشروع الضخم الذي كان يعد جثة هامدة من خلال السماح للفلسطينيين بالسفر منه لاحيائه كنوع من الاغراء الذي لا يقاوم بالنسبة للفلسطيني المسكون بحرية التنقل والذي سرعان ما تعامل مع هذا العرض وبلا تردد متجاهلا أي اعتبار سياسي، حيث غلب على سلوكه «الاستجابة» للحاجة مثلما هي حالة الجائع للطعام ورغبته في البقاء على قيد الحياة.
على مدار أكثر من أسبوعين تناول الجدل حول هذا المطار الكثير من الأفكار والتخمينات، وبات الموضوع هو الأكثر سخونة لدينا في الأردن، ومما أدهشني ومن خلال متابعتي لنوعية التجاذب بشأن المطار والاجراءات التي يجب اتخاذها عدد من الآراء التى أعتقد أنها إما ناجمة عن عدم إحاطة بالموضوع وأبعاده، أو أنها آراء نزقة وكيدية، أو آراء استعراضية هدفها ذاتي ونرجسي، ورغم ذلك أعتقد أن من الواجب وضع الأمور في نصابها من أجل إزالة الغشاوة عن القضية، وبالمقابل معرفة الحلول الممكنة في اللحظة الراهنة، فالقضية بحاجة لحل إبداعي، فالأردن بات يواجه مجموعة من التحديات تتعلق بالسياحة والطيران وجسر الملك حسين، ولكن السؤال ما هي تلك الحلول؟
مما صعقني في الجدل حول الحلول مقترح معاقبة الفلسطيني الذي يستخدم المطار، وهو اقتراح أقل ما يقال فيه انه دعم لسادية الاحتلال وفض لروابط الصلة مع اهلنا بفلسطين وتركهم (هباء منثورا للمحتل).
أعتقد أن الدولة بحاجة ماسة لتدارك الأمر عبر اتخاذ جملة من الاجراءات من أهمها ما يلي:
أولا: العمل على تسهيل عبور ابناء الضفة الغربية عبر جسر الملك حسين باجراءات مبسطة وسلسلة وبكلف منطقية تراعي الظروف الصعبة لأهلنا في الضفة، وإعادة احياء الشكوى المقدمة من الأردن ضد مطار رامون منذ سنوات للاياتا.
ثانيا: من المعلوم أن دولة الاحتلال هي من تُعقد الاجراءات وتزيد من صعوبتها وهدفها هو عزوف الفلسطيني عن استخدام جسر الملك حسين طريقا له للخارج ليصبح مطار رامون خياره الأفضل، وهو ما يحتم علينا في الأردن إعادة فتح ملف المعابر مع «إسرائيل» بما يكفل مصالحنا وهو أمر بات ضروريا للغاية.