حركة حماس
حمادة الفراعنة
وصف زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، حركة حماس، على أنها العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية، وقال «على الرغم من أن حماس لم تشارك في القتال ضد المستعمرة (في معركة الأوائل من آب الجاري 2022)، إلا أنها وفرت بيئة مواتية لعمل سرايا القدس» و»أن حماس مع الجهاد تشكلان جبهة موحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي».
ما قاله زياد النخالة، في طهران، خلال مؤتمره الصحفي، الذي أعلن فيه موافقة حركة الجهاد الإسلامي على وقف إطلاق النار المتبادل مع قوات المستعمرة الإسرائيلية، ماذا يعني، وعلى ماذا يدلل؟؟.
أولاً أن كليهما تربطه علاقة ما مع طهران، لا يريد أن يصيبها الخلل أو المس.
ثانياً أن سيطرة حماس على قطاع غزة لا يستطيع أحد الإخلال بها أو القفز عنها، ولولا قرار حماس السماح للجهاد الإسلامي في الرد على القصف الإسرائيلي، خاصة بعد الاغتيال الغادر لقيادات الجهاد العسكرية، لما تمكنت الحركة من الرد على القصف الإسرائيلي، وإن لم يسبب للإسرائيليين خسائر تذكر.
ثالثاً أكدت حماس أن الأولوية لها هو الالتزام بقرار واتفاق التهدئة الأمنية مع المستعمرة عبر الوساطة المصرية.
رابعاً خسرت حماس نسبياً مكانتها المميزة جماهيرياً، كعنوان لمعسكر المقاومة والممانعة، ولكنها كسبت سياسياً، ودللت على مصداقية تمسكها بالاتفاقات مع المستعمرة مهما بدا ذلك قاسياً وصعباً.
حركة حماس تتصرف كفصيل سياسي لديه التزامات وعليه استحقاقات، تسعى جاهدة عبر علاقاتها لتسويق نفسها كطرف قيادي مؤثر تحرر من عقلية عدم الانضباط والفلتان، وواضح أنها تحرص على التكيف مع المعطيات الإقليمية والدولية، لتكون في الموقع الذي يؤهلها كطرف مقرر في المشهد السياسي الفلسطيني، أو طرف شريك في القرار الفلسطيني.
الإسرائيليون والأميركيون يعملون على تمرير حل الدولتين وفق الرؤية والمصالح الإسرائيلية القائمة على: الأولى دولة قطاع غزة، والثانية دولة المستعمرة على امتداد خارطة فلسطين شاملة القدس والضفة الفلسطينية باستثناء قطاع غزة.
الأميركيون يتحدثون عن حل الدولتين، ولكنهم لم يعودوا يتطرقون إلى الجغرافيا، وأسقطوا من حساباتهم حدود عام 1967، بل مجرد حكي عن حل الدولتين، بدون الالتزام بوجوب الإنسحاب الإسرائيلي إلى حدود عام 1967، وأسقطوا من حساباتهم إزالة المستوطنات ووقف الاستيطان ومرروا أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية.
زياد نخالة في تصريحه، أكد أن حركة حماس لم تشارك في القتال ضد المستعمرة الإسرائيلية، وموسى أبو مرزوق عضو مكتبها السياسي لم يؤكد ولم ينفِ مشاركة أو عدم مشاركة حماس في معركة آب، مما يدلل على حالة الحرج التي وقعت بها حركة حماس، وإن كان قد عزا ذلك إلى قرار القوات الميدانية، صاحبة الصلاحية المباشرة في المشاركة أو عدم المشاركة في القتال.
إلتزام حركة حماس باتفاق التهدئة الأمنية مع المستعمرة، يوازي اتفاق التنسيق الأمني من قبل حركة فتح مع المستعمرة، ولم يعودا موضع شك، بل قرار سياسي معلن له أثمان، والواضح أن الأولوية لدى حماس هو الحفاظ على موقعها القيادي وهو الاستفراد بإدارة قطاع غزة، لأنه أحد العوامل التي يؤهلها لأن تحظى بالشرعية الواقعية، وأن تجلس على طاولة المفاوضات من موقع الشراكة والقوة والاقتدار، مقابل تراجع حركة فتح وسلسلة انقساماتها القيادية وإجراءاتها التنظيمية ضد: محمد دحلان، ناصر القدوة، مروان البرغوثي، وأخيراً ما وقع وما يمكن أن يحصل إلى توفيق الطيراوي، مما يمس بمكانة الحركة ودورها القيادي شعبياً ورسمياً.