أمامنا فرصة لتمويل مشاريع يدعمها العالم !
عوني الداوود
العالم كله يتجه نحو «الاقتصاد الاخضر» ونحو مشاريع الطاقة النظيفة وتلك التي تراعي التغير المناخي وبسرعة فائقة تتجاوب معها دول كثيرة في العالم والاقليم ..واذا لم نسرع الخطى ربما نضيع فرصا من الصعب تعويضها ..وقبل الدخول في التفاصيل أشير الى ما يلي:
1 - كان من الواضح تماما منذ تولي الرئيس الديمقراطي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة يناير/كانون الثاني 2021 اهتمامه بقضايا البيئة والمناخ والتي كانت على رأس برنامجه الانتخابي ولذلك كان في مقدمة قراراته فور تولي الرئاسة تعيين المخضرم جون كيري «مبعوثا للمناخ»، والعودة لاتفاق باريس للمناخ .. وبالأمس الاول حقق الرئيس جو بايدن نصرا سياسيا كبيرا- بوصف مراقبين -قبيل انتخابات منتصف الولاية (نوفمبر/ تشرين الثاني) المقبل ، وذلك بعد أن أقرالكونغرس تخصيص نحو( 370 ملياردولار) للطاقة النظيفة والمناخ فيما يعتبر أكبر استثمار بتاريخ الولايات المتحدة ،والمتوقع أن يوقّع الرئيس بايدن على تلك القرارات لتصبح قانونا الاسبوع المقبل.
2 - في الاردن هناك اهتمام ملكي بقضايا البيئة والمناخ وتوجيهات دائمة نحو أردن أخضر» وقد شارك جلالة الملك عبد الله الثاني بمؤتمر قمة المناخ ( cop26) الذي عقد في غلاسكو/ اسكتلندا 31 تشرين الاول 2021.
3 - تستضيف شرم الشيخ نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل اعمال قمة المناخ cop27)).
4 - البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكافة الجهات الدولية المانحة في اوروبا وآسيا - كما- الولايات المتحدة أصبحت تشترط « الاستثمارات الخضراء والنظيفة في تمويلها للمشاريع وخطط التطويروالتحديث الاقتصادي.
5 - جميع المشاريع الاقليمية وفي مقدمتها مشروع « نيوم « باتت عنوانا للمشاريع الخضراء التي تراعي متطلبات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.
6 - العديد من دول المنطقة وفي مقدمتها مصر طرحت سندات بل وصكوكا خضراء بمليارات الدولارات ووضعت خطة كبيرة لمزيد من الاستثمارات الخضراء.
7 - كثير من الدول وكبرى شركات السيارات في العالم حدّدت مواعيد قادمة لانتهاء تصنيع السيارات العاملة بالبنزين والديزل والاستعاضة الكاملة عنها بسيارات الكهرباء.
كل هذه النقاط السريعة وغيرها كثير..أذكرها على سبيل المثال لا الحصر للنظر الى أين يتجه العالم حاليا وفي السنوات المقبلة ..ونتساءل الى أين نحن متجهون في الاردن؟
1 - لدينا افضل القوانين..والاردن في مقدمة الدول التي سنّت تشريعات في الطاقة النظيفة وفي مقدمة الدول المتحولة للطاقة المتجددة .
2 - في مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي وبالتوازي مع مخرجات خارطة تطوير القطاع العام تأكيد على خطط للتوجه نحو الاقتصاد الاخضر والاستثمارات التي تراعي البيئة وتحافظ عليها ، بل ان المملكة تهدف لتكون «مركزا اقليميا لريادة الأعمال الصديقة للبيئة والابتكار».
3 - البعد البيئي شرط رئيس في جميع الاستثمارات والمشاريع خصوصا الكبرى منها وفي مقدمتها مشروع الناقل الوطني وتلفريك عجلون والمشاريع السياحية وغيرها.
لذلك فاننا في الاردن لا تنقصنا الارادة السياسية للتوجه نحو المشاريع الخضراء بل على العكس هناك توجيه وحث مباشر من جلالة الملك وسمو ولي عهده الامين للحكومة للتوجه الحقيقي نحو الاستثمارات الخضراء ولكن ما ينقصنا تعارض قرارات على أرض الواقع وتغيير تشريعات الى نحو مغاير كما هو الحال في ضرائب السيارات الهجينة وعوائق أمام مشاريع الطاقة الشمسية والطاقة البديلة .
ندرك أن الحكومة استفادت من قروض ومساعدات ( بالمليارات) تدعم مشاريع للطاقة النظيفة وتحافظ على البيئة الا اننا على يقين بأن بالامكان «الاستفادة « أفضل مما كان ومن خلال:
- تحفيز المشاريع الموفرة للطاقة واعتماد ذلك في مشروع قانون بيئة الاستثمارالمعروض حاليا على مجلس النواب وبما يدعم تنافسية الصناعة الاردنية بدلا من الوقود الثقيل الاكثر كلفة.
- طرح سندات وصكوك خضراء تساهم بتوفير تمويل لمشاريع في الاردن.
- تحفيزالمواطنين لتركيب الالواح الشمسية (مشروع جو بايدن يقدم اعفاءات ضريبية تصل الى 7500 دولارلكل امريكي يشتري سيارة كهربائية / وتغطية 30 ٪ من كلفة تركيب الواح شمسية على سطح منزل اي مواطن امريكي يرغب بتركيب تلك الالواح).
- بحسب تقرير للبنك الدولي فان» الأردن أحد أكثر البلدان نشاطاً وريادة في المنطقة بالتصديق على المبادرات الدولية المتعلقة بتغير المناخ ووضعها موضع التنفيذ ومنها اتفاق باريس بشأن المناخ.. وأن الأردن يمكنه الاستفادة ليصبح وجهة جذابة للاستثمارات الخضراء المرتبطة بالمناخ»..فهل يتحقق ذلك ؟.