القضية الفلسطينية و الدور الأردني
النائب زيد العتوم
كلما هاجم الكيان الصهيوني المحتل فلسطين الحبيبة يثور التساؤل عن الدور الذي يجب ان يتخذه المواطن الأردني والدولة الأردنية... فهنالك من يشجب ويستنكر اذا كان ليس باليد حيلة... وهنالك من يحزن ويغضب ...وهنالك من يبدأ بتوجيه الإتهامات لغيره من السياسيين والعرب وتخوينهم... وهنالك من لا يهتم لأن ذلك خارج نطاق سيطرته... ولكل منهم مبرره وأسبابه...ولكن كل ما سبق برأيي لا يؤدي إلى أي نتيجة...
لا بد لنا من أن ندرك الصورة الأكبر والأعم... هنالك قوى عالمية تدعم بشكل كامل الكيان الصهيوني... وهدفهم ترسيخ هذا الكيان واستقراره... وهم لديهم الأموال والقوة العسكرية والسياسية والاستخباراتية ويتحكمون بالعالم اجمع إلا استثناء... وفي سبيل ذلك يقومون بمحاولة اضعاف الدول التي تعارض الكيان المحتل لحين أن تصل تلك الدول إلى مرحلة تقبل بشروطهم مقابل استقرارها ورفاهها... ويتم تجييش شعوب تلك الدول ضد حكوماتهم حتى تبقى دول مهزوزة بحاجة لدعم خارجي.. وبمقابل ذلك الدعم ...يتوجب عليها التطبيع مع الكيان الصهيوني... هي لعبة قذرة ولكن يجب علينا أن نفهمها وأن نكون واعين لها ونواجهها بما لدينا من امكانيات...
ولكن ماذا نفعل؟
برأيي فإنه يجب علينا تقوية أنفسنا بحيث يكون لدينا دولة حديثة وديموقراطية... يكون شعبها مسؤول وواع للمخاطر التي حولنا.. وأن نعمل بحيث يتم تنشئة أجيال مثقفة وقوية وواعية وتعمل بلا كلل ولا تعب من أجل بناء وطننا... وحتى لو اخذ ذلك بعضا من الوقت... يجب أن نشارك بالسياسة وببناء الأحزاب وبعملية صنع القرار... لا أن يكون موقفنا "اللهم نفسي حتى لو أتى الطوفان من بعدي" ... الشجب والاستنكار والغضب والحزن والسكون لا يؤدي إلى نتيجة.... يجب أن يكون لدينا إرادة حقيقية... ولهذا وفي خطوة بذلك الاتجاه تم تأسيس حزب إرادة الذي هو خطوة مهمة في بناء هذا الوطن..... نشجع الجميع على العمل الحزبي والايثار والإنخراط تحت أي مشروع حزبي كان سواء حزب إرادة أو غيره... فهنا يبدأ النضال وهنا نبدأ ببناء الأوطان...