الإعلام العربي من عمّان صوت واحد
نفين عبد الهادي
صوت عربي واحد انطلقت رسالته من عمّان أمس، بضرورة وجود خطاب اعلامي واحد لمكافحة التطرُّف والإرهاب، وحماية الأطفال والنَّاشئة من مخاطر بعض الألعاب الإلكترونيَّة، ووضع صيغ تحمي المجتمعات فيما يخص الاعلام الالكتروني، والعمل على تمكين الإعلام العربي أمام وسائل التَّواصل الاجتماعي، ليقدّم رؤساء هيئات إعلامية في كافة الدول العربية صيغا لجعل هذه الرسالة محطّ التنفيذ، وتقديم تجارب كل دولة لتبادل الخبرات بهذا الشأن.
الاجتماعات الإعلاميَّة التي تعقدها الأمانة العامَّة لجامعة الدُّول العربيَّة / قطاع الإعلام والاتِّصال – إدارة الأمانة الفنيَّة لمجلس وزراء الإعلام العرب، ويستضيفها الأردن، بالتَّعاون والتَّنسيق مع الهيئة العربيَّة للبثّ الفضائي، على مدى ثلاثة أيام، تأتي في الوقت المناسب، وكما وصف المشاركون هذه الاجتماعات فهي تكتسب أهمية إلى جانب البعد الزمني، البعد المكاني ففي عقدها بالأردن أيضا أهمية كبيرة نظرا لواقعه الاعلامي المتقدّم اضافة، لتجربته في جعل التربية الاعلامية ضمن المناهج التي تدرّس للطلبة.
في قراءة وإن كانت سريعة للاجتماعات التي عقدت جلستها الاولى أمس بنجاح كبير، برعاية ومتابعة شخصية من وزير الدولة لشؤون الاعلام فيصل الشبول الذي لم يغادر قاعة انعقاد المؤتمر بإصرار على متابعة الجلسات والحوارات، يمكن أن يلحظ أي مراقب وقارئ للمشهد أن الاجتماعات تضمنت مواضيع غاية في الأهمية، والحساسية، يقابلها حاجة لوجود صوت عربي واحد لتجاوز حساسيتها وحتى خطورتها في أماكن معينة، ومن الجميل أن يتم الاستماع إلى آراء اعلاميين يصنّف حضورهم الاعلامي بالكبير والضخم، الاستماع لآرائهم حول التعامل مع ملفات المرحلة الاعلامية والتي أجمع غالبية المتحدثين بأن الارهاب أساسها .
من عمّان صدَح الصوت الاعلامي العربي، بأن الخطاب الاعلامي العربي مناهض ورافض للارهاب، ولكل ما من شأنه أن يغيّر من جوهر الدين الاسلامي، ومن رسالات الأديان كافة، والتي تدعو للسلام والمحبة، وتدعو للنضال من أجل الأوطان وحمايتها، كما نادوا بضرورة الوعي وهذا الذي يجب أن يرتكز عليه الاعلام خلال المرحلة القادمة، فعلى الاعلام أن يقوم بدور الوعي في تحصين العقل العربي من أي أفكار ارهابية أو من التطرف، وحماية الأطفال من الالعاب الالكترونية، ووقف صيغة نفي الأخبار أو تكذيبها وذلك بالمعلومة الصحيحة والمهنية، فهي رسالة عربية علت من منابر عمّان التي يرى بها الاعلاميون أنها تتمتع بأفضل مدارس الاعلام والصحافة.
ومن أكثر ما لفت انتباهي خلال حضور هذه الاجتماعات الحرص على عدم «تقطيع» الاعلام، بمعنى أن مواجهة الخطر وتحديدا في جانب الارهاب، هو مسؤولية الاعلام المرئي والمسموع والورقي والالكتروني، أن يقوم كلّ بمسؤوليته في حماية الأوطان ومحاربة الارهاب والتطرف، والابتعاد عن كلّ ما من شأنه أن يوفّر بيئة سلبية لوجود مثل هذه الظواهر، بدور واضح يركز على الوعي.
ونجح الأردن وبجدارة في وضع صيغ واضحة لتصويب قاطرة الاعلام، وجعلها أكثر متانة في مواجهة تحديات المرحلة والواقع الجديد الذي تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على وسائل الإعلام، من خلال ما قدّمه وزير الدولة لشؤون الاعلام فيصل الشبول في كلمته التي افتتح بها أعمال الاجتماعات، في إنشاء عقدٌ ينظّم العلاقة مع شركات التَّواصل الاجتماعي وحدود مسؤوليَّاتها تجاه الرأي العام في هذه المنطقة، من جهة، وتحديد الربح الفائت على وسائل الإعلام، من جهة أخرى، واعتماد منهاج التَّربية الإعلاميَّة للأطفال والنَّاشئة؛ بقصد التَّوعية بفوائد الاتصال الإنساني ومخاطره، عبر مختلف وسائل الإعلام والتَّواصل، ووضع مناهج دراسيَّة في الجامعات العربيَّة، ترسم الحدود بين الإعلام وتشريعاته ومواثيقه ولغته وأخلاقيَّاته، من جهة، والتَّواصل الاجتماعي وفوائده ومخاطره من جهة أخرى.