المياه: الحقوق المائية "خط أحمر"
أكدت وزارة المياه والري انه وبرغم كافة التحديات وتراجع المصادر المائية نتيجة للظروف المختلفة فانها تبذل كافة الجهود الممكنة لتلبية الاحتياجات المائية لكافة الاستخدامات المنزلية والزراعية والخدمية في جميع مناطق المملكة في ظل تعاظم التحديات وخاصة المناخية خلال الموسمين المطريين الماضيين وتراجع الهطولات المطرية وانعكاس ذلك على واقع المياه المتاحة بحسب الدراسات المتخصصة من مراكز علمية متقدمة مثل المعهد الفيدرالي الالماني وخاصة الجوفية مما ادى الى تراجع انتاجية عدد كبير من الابار والمصادر في مختلف مناطق المملكة واثر ذلك على الكميات المتاحة للتزويد المائي وتزايد كل هذه الضغوطات خاصة خلال موسم الصيف الحالي ، وبالرغم من ذلك فالمختصين لدى الوزارة وبالتعاون مع جهات دولية مانحة وممولين وخبراء يكثفوا الخطى للاسراع باستكشاف عدد من الاحواض المائية وخاصة العميقة واستجرار المياه العميقة حيث شرعت بحفر آبار عميقة في منطقة حسبان وتم انجاز اول بئرين بطاقة نحو 300 م3/ساعة .
كما تم حفر ابار في خان الزبيب وهي آبار عميقة بهدف تأمين مصادر اضافية الا ان نوعية المياه وكلفة معالجتها والكلفة الرأسمالية حالت دون استغلالها.
وأشارت الوزارة ان لديها عدد من الخطط والبرامج التنفيذية القصيرة والمتوسطة وطويلة المدى للوفاء بالاحتياجات المطلوبة وفق برامج زمنية هدفها ايجاد الحلول لتحديات المياه خاصة في ظل الظروف المائية التي تتزايد حدتها عاما بعد أخر ، مؤكدة ان الظروف الصحية التي شهدها العالم أجمع خلال العاميين الماضيين وما رافقها من تداعيات جائحة كورونا أثرت بشكل مباشر على استكمال عدد من المشاريع في قطاع المياه مبينة ان لدى الوزارة حاليا عدد من المشاريع الهادفة الى رفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطن سواء في تحسين شبكات المياه والحد من الفاقد المائي ضمن خطة الوزارة الاستراتيجية الهادفة الى زيادة عدد المناطق المخدومة بشبكات المياه وخدمات الصرف الصحي لزيادة عدد المخدومين وانعكاس ذلك على توفير مصدر مائي مستدام من المياه المعالجة الناتجة عن محطات الصرف الصحي والتي وصلت الى نحو 200 مليون م3 /سنويا ، منوهة الى انها سرعت واستكملت اجراءاتها برفع جودة مواصفة المياه المعالجة فيها لتتوائم مع مختلف الزراعات خاصة وانه يتم الاستفادة من اكثر من 93% من كميات المياه المعالجة في هذه المحطات كمصدر مائي مستدام في الزراعات المختلفة وللاغراض الصناعية في بعض المناطق ، وتوفير نفس الكميات المستخدمة لغايات الشرب .
ونوهت انها باشرت بتنفيذ مشاريع المياه والصرف الصحي لرفع سوية الخدمات المقدمة بقيمة نحو 700 مليون دولار للصرف الصحي و100 مليون لتغيير شبكات مياه وخزانات، اضافة الى استكمال مشاريع تحسين الشبكات وخفض الفاقد بقيمة نحو 350 مليون دولار، اضافة الى جهودها الحثيثة واليومية لمتابعة المشروع الوطني (الناقل الوطني) واستكمال جميع الاجراءات التي من المتوقع استلام العروض من الائتلافات الخمس المؤهلة مع نهايات العام الحالي والسير قدما بعد ذلك بهذا المشروع الاستراتيجي من خلال اجراءات الغلق المالي واعداد المخططات الهندسية وانهاء كافة المفاوضات مع المطور المنفذ للشروع بتنفيذه بعد ذلك.
وشددت الوزارة على ان حملتها لاحكام السيطرة على مصادر المياه ووقف الاعتداءات مستمرة وبحزم بالتعاون مع كافة الجهات الرسمية وتحقق نتائج ايجابية يوما بعد يوم ويتم تطبيق احكام القانون بحق كل المخالفين ، مبينة ان مجموع الابار التي تم ردمها منذ بداية الحملة في 6/2013 بلغت 1284 بئرا مخالفا وضبط 92 حفارة مخالفة والكشف عن 70927 اعتداءً على خطوط المياه وازالة 2572 اعتداء عن اراضي الخزينة وضبط 27200 اعتداء على قناة الملك عبد الله وحول الاعتداءات على خط ناقل مياه الديسي فقد تم ضبط 372 على خط الديسي من بداية العام الحالي 2022 وحتى نهاية ايار /2022 ، وسجلت 593 قضية لدى المحاكم في مختلف المناطق .
مشيدة بالتعاون الكبير والملموس والواضح من قبل معظم المواطنين في جميع المناطق والتي تعد الركيزة الاساس في انجاح جهود الوزارة، اضافة الى الاستجابة الواسعة من قبل الجميع في الحد من هدر المياه والمحافظة عليها وترشيد الاستهلاك.
وزادت ان المواسم المطرية الاخيرة كانت متواضعة حيث سجل الهطول للعام 2020/ 2021 معدل 60% فقط والعام 2021/2022 نحو 80% وانعكس ذلك بوضوح على تخزين السدود خاصة الجنوبية، حيث ان تقارير دائرة الارصاد الجوية بينت ان الهطولات المطرية خلال الموسم الماضي سجلت انخفاضا واضحا بسبب التغيرات المناخية والذي نتج عنه تذبذب توزيع هطول الامطار على المناطق خاصة الجنوبية عوضا عن ارتفاع درجات الحرارة وتباعد الهطولات زمنيا، فكان الهطول في المنطقة الشمالية بنسبة 75% ، في حين كان الهطول على منطقة الوسط جيد نحو 86% اما المناطق الشرقية فسجلت نحو 42% والمناطق الجنوبية 47% والاغوار الجنوبية 39% وهو ما أثر على تدني وتراجع تخزين عدد من السدود الجنوبية وخاصة الموجب والوالة بشكل كبير حيث تراجع التزويد المائي الذي يستفاد منه لغايات الشرب في محطة الزارة ماعين الى اقل من النصف وكذلك تراجعت انتاجية ابار الوالة والهيدان بسبب الشح الكبير في تخزين سد الوالة.
واعادت وزارة المياه والري التأكيد على ان الحقوق المائية للوطن والمواطن الاردني مصانة وهي خط أحمر لا يمكن لأحد تجاهله او التقاعس عن ضمانه والحصول عليه وانها تتابع تطبيق وتنفيذ جميع الاتفاقيات المائية مع الدول المجاورة بما يضمن الحقوق المائية الاردنية وتراعي ظروف التغييرات المناخية التي يشهدها العالم وخاصة منطقتنا واثر ذلك على تراجع المصادر المائية في عدد من الدول المجاورة والشقيقة، ونتفهم تراجع الكميات المياه المتاحة نتيجة تداعيات التغيرات المناخية و الشح المائي والتحديات الاخرى التي تواجهها مؤكدة استمرارها بالعمل لضمان الامن المائي في جميع المناطق وتأمين الاحتياجات المتزايدة.