تركيا وشرم الشيخ وقبرص.. وجهة الأردنيين خلال عطلة العيد
أخبار الأردن – عماد عبدالكريم
في الوقت الذي تراجعت فيه حجوزات الفنادق السياحية في المملكة على غير العادة كما في الأعياد السابقة، كشفت إحصائيات رسمية صادرة عن جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية عن أنه كان لدى الأردنيين 3 وجهات رئيسية لقضاء العطلة الأخيرة الخاصة بعيد الأضحى المبارك، هي (تركيا وشرم الشيخ وقبرص).
وفي ضوء هذه الاحصائيات والبيانات، أشارت الجمعية إلى خلل كبير أصاب الترويج السياحي في الأردن وتحديدا السياحة الداخلية واستقطاب الأردنيين إلى الأماكن السياحية المختلفة .
وتشير ذات الإحصائيات، إلى ان تركيا احتلت المرتبة الأولى في وجهة سفر الأردنيين فما هو السبب ؟ وأين الخلل في مقاطعة السياحة المحلية والهرولة إلى السياحة الخارجية؟ مع الأخذ بعين الاعتبار، أن إقبال الأردنيين على السفر خلال هذه العطلة كانت أقل خلال "عيد الفطر"، لأن أيام العطلة كانت أقل، واستمرار امتحانات الثانوية العامة، لما بعد عطلة العيد.
ضعف الترويج
عميد كلية السياحة في الجامعة الأردنية فرع العقبة الدكتور ابراهيم بظاظو الكردي، اعتبر أن ضعف التسويق السياحي الداخلي واستغلال السائح المحلي و عدم توفر متطلبات العائلة الأردنية، و أسعار النقل السياحي، كلها أسباب ومعيقات ساهمت في تراجع السياحية الداخلية.
وأضاف في تصريحات لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن أسعار المجموعات السياحية الأجنبية أقل من الأسعار التي تمنح للسائح الأردني، وعليه نشهد هجرات في السياحة الداخلية إلى السياحة الخارجية، التي تمنح المواطن امتيازات أكثر وأجواء ترفيهية أكثر.
وتابع: هناك العديد من المعوقات أيضا، والتي ما زالت تعترض تطوير آفاق السياحة الداخلية في الأردن، والتي تتركز في انخفاض معدلات الدخل الفردي ومستويات المعيشة للأردنيين، الأمر الذي يحد من قدرتهم على الإنفاق على الأنشطة السياحية، وكبر حجم العائلة الأردنية التي يصل متوسطها إلى حوالي ستة أشخاص مما يزيد من صعوبات الادخار والإنفاق على الأنشطة والمرافق والخدمات السياحية.
وأشار الكردي إلى أن جميع الوسائل الإعلامية المستخدمة في الإعلام السياحي في الأردن، تحتاج إلى تطوير في المحتوى وليس في التصميم، وأن يكون محتواها يقدم رسالة حقيقية عن السياحة الداخلية تتناسب وإمكانات الأسرة الأردنية، إضافة إلى التوصية بإعداد دراسات متعمقة في تأثير الإعلام الجديد وأدواته المعروفة خاصة وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى خلو استراتيجيات التسويق والتخطيط السياحي من خطط واضحة المعالم للنهوض بالسياحة الداخلية كذلك عدم القدرة على منافسة دول الاقليم لارتفاع أسعار الكلف التشغيلية في الأردن، وعدم قدرة المنشآت السياحية الأردنية على صناعة الحدث لاستقطاب السائح الأردني.
سياحتنا تقليدية
من جهته قال الخبير الاقتصادي والتنموي وجدي مخامرة، أن المشكلة الأساسية التي تواجه السياحة الداخلية هي ارتفاع أسعار الفنادق والأماكن السياحية مقارنة مع الدول المجاورة والدول التي تنافسها في المجال السياحي.
واضاف لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن المواطن الأردني اذا قرر الاقامة في مكان سياحي داخلي لمدة يومين على سبيل المثال فإن الكلفة التي يتكبدها توازي إقامته في فنادق بإحدى الدول المجاورة والدول السياحية لمدة تصل لـ 5 أيام على الاقل، وهذا يشكل فارقا كبيرا وسببا رئيسيا في تراجع الأردنيين عن السياحة الداخلية واقبالهم على السياحة الخارجية.
وأشار مخامرة لموضوع الدعم الحكومي للقطاع السياحي باعتباره مصدرا لجذب وإدخال العملات الخارجية وتوفير ايرادات للدولة، إضافة إلى دفع عجلة الاقتصاد، مشيرا إلى أهمية دعم هذه القطاعات كما تفعل دول كثيرة من حيث التخفيف عليها فيما يخص الرسوم والضرائب.
وتابع: سياحتنا تقليدية، وهذا يتمثل في غياب البرامج السياحية أو الترفيهية، فـ الأردن يفشل في إيجاد مثل هذه البرامج في حين تستغلها دول كثيرة في استقطاب السياح من كافة دول العالم وتوفر برامج ترفيهية واكتشافات وجولات سياحية غاية في المتعة والترفيه للسائحين.
وأوضح أنه لا يوجد استغلال للأماكن السياحية الأردنية وأهميتها وطرق استغلالها وترويجها على المستوى العربي والعالمي، مشيرا إلى أنه لو تم ادخال القطاع الخاص في هذا الملف لوجدنا استغلال كبير ونشاط سياحي داخلي مميز.
رغبات الأردنيين في السياحة
وقال الناطق الإعلامي باسم جمعية السياحة الوافدة نبيه ريال، إنه من الصعب استقطاب المواطن الأردني للسياحة الداخلية، بسبب ارتفاع أسعارها بما لا يتناسب مع مصادر الدخل وحجم الانفاق على السياحة والترفيه.
وأشار لـ صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، إلى أن اهتمامات ورغبات المواطن الأردني خلال فصل الصيف تتمثل في التوجه إلى سياحة توفر له الشواطئ و السباحة ، وهي غير متوفرة محليا، إلا بالعقبة والبحر الميت وجميع الفنادق التي تقدم هذه الخدمة هي فنادق الخمس نجوم وهي مرتفعة الثمن حيث تزيد أسعار حجز الغرفة الواحدة عن 250 دينارا لليوم، مما يشكل سبباً لعدم ارتيادها بسبب ارتفاع أسعارها خاصة للعائلات التي تضم أكثر من 4 أفراد.
وبين أن لدينا مواقع سياحية مهمة وبارزة مثل البترا ووادي رم، لكنها ليست مخصصة للسياحة في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لا تتناسب مع رغبات المواطن الأردني، في حين أن المناطق المرتفعة والباردة وتمنح أجواء صيفية جميلة ومميزة مثل عجلون وبعض المرتفعات الجبلية في الشمال غير مستغله وغير مهيئة لتقديم الخدمات السياحية للسياح الأردنيين.