القصة الكاملة لوفاة ربى.. مدارس خاصة تُمعن في ظلم المعلمات
قضت السيدة ربى (34 عاما) وهي معلمة للصف الثاني الابتدائي بمدرسة خاصة في اربد، في شهر رمضان الماضي، وهي حامل في الشهر الثامن، بعد أن كانت تتعرض لتجاوزات مثل راتب أقل من الحد الأدنى، وإجبارها على القيام بأعمال والعمل وساعات إضافية طويلة، وحرمانها من الراحة ما أدى لزيادة ضغط العمل عليها ووقعت مغشيا عليها، وفق منسقة حملة "قم مع المعلم" ناريمان الشواهين.
ربى حصلت على امتياز في تخصص معلم الصف من جامعة اليرموك، وعملت في مهنة التعليم منذ 2017، ولم تخضع للضمان الاجتماعي، بسبب تهرب المدارس الخاصة من تسجيلها ضمن الكشوفات الرسمية، براتب 140 دينار.
أجبرت بحسب زوجها على أن تكون مرافقة للباص بعد انتهاء الدوام رغم إبلاغ الإدارة بأنها وصلت الشهر الثامن من حملها.
تعبت ربى في مدرستها، وانتظرت وحدها وهي تتألم حتى وصل زوجها إلى المدرسة بعد ٥٥ دقيقة لإسعافها، لتدخل بغيبوبة لمدة ٣ أيام، وتوفيت بعدها، والجنين عاش يومين بعد أمه وتوفى بعدها وبعد وفاتها اكتشف زوجها بأنها غير مستحقة لأي من حقوقها العمالية وذلك لعدم تسجيلها بالضمان من قبل عدد من المدارس التي عملت بها، وهنالك مدارس أخرى عملت بها ربى لم تقدم أوراقها للتعيين في وزارة التربية والتعليم. ولذلك تواصل زوجها مع حملة قم مع المعلم لمعرفة ان كان يستطيع المطالبة بحقوقها ام لا.
تركت ربى خلفها، زوجها و٥ أطفال، وملف كبير جدا عنوانه انتهاكات المدارس الخاصة لحقوق المعلمين والمعلمات.
وقالت الشواهين ان ما يقارب الـ700 شكوى تصل الحملة كل عام دراسي من معلمات تتعلق بتقاضيهن أجور أقل من الحد الأدنى للأجور و توقيع استقالات إجباريّة في نهاية كل عام دراسي
وأضافت أن "ربى تمثل ٦٠ ٪ من معلمات القطاع الخاص والانتهاكات الواقعة عليهن من جشع وطمع أصحاب بعض المدارس الخاصة. قضية ربى مازالت قضية حية بأسماء ووجوه مختلفة واقعها مؤلم ومرير".
وطالبت الشواهين بايجاد حلول سريعة وفعالة للوصول بمعلماتنا اللاتي هن جزء لا يتجزأ من بناء أجيال الوطن إلى الكرامة والعدالة الإجتماعية التي تنادي بها جلالة الملكة رانيا العبد الله.
من جهتها قالت عضو حملة قم مع المعلم باسمة عبدالجبار، الأحد، إن قضية المعلمة ربى ليست بالجديدة، وهي كباقي المعلمات اللواتي يتعرضن للعديد من الانتهاكات في المدارس الخاصة.
وأوضحت أن المعلمة ربي كانت حامل وتعرضت لضغوط عمل كبيرة وأعطت حصصا كثيرة اثناء الدوام، حيث كانت تمنع من الجلوس على الكرسي اثناء تقديم الحصص.
وأفادت أن المدرسة أجبرت ربى على وظيفتين هما معلمة ومرافقة جولات، رغم أن هذا الأمر مخالف للتعليمات، براتب واحد قليل جدا.
وبينت أن الضغط الذي تعرضت له ربي، أفقدها الوعي، داخل المدرسة، حيث تم نقلها الى المستشفى، لتقوم بوضع جنينها بعد أيام من فقدها الوعي.
وتابعت: "بعد ولادها، بقيت ربى في الإنعاش لعدة أيام نتيجة تدهور حالتها الصحية، ليتم الإعلان عن وفاتها هي وطفلها".
وطالبت بضرورة التزام المدارس الخاصة بالعقد الموحد وقانون العمل، مضيفة أن معلمات كُثر، يتعرضن للاستغلال والضغط مثل ربى، وأن القليل من المدارس من تلتزم بحقوق المعلم.
وأشارت إلى أن خوف المعلمات على لقمة عيشهن وكثرة أعداد المعلمين المتعطلين عن العمل، دفع المعلمة ربى وغيرها للقبول بالعمل مقابل رواتب متدنية جدا، موضحة أن راتب ربى كان 140 دينارا.
بدورها قالت روان شقيقة المعلمة المتوفاة ربى، إن المدرسة اتصلت بزوجها، تطلب منه بالمجيء الى المدرسة بسبب أن زوجته ربى تعاني من تعب.
وكشفت أن المدرسة طلبت من زوجها نقلها الى المستشفى، حيث تم عمل فحوص لها، ليتم إخراجها من المستشفى في نفس اليوم.
وتابعت: "آخر النهار، رجعت تعبت مرة أخرى، واضطررنا لأخذها مرة أخرى للمستشفى، وتقرر إدخالها للمستشفى".
وأضافت: "بقيت في المستشفى 12 يوما في الإنعاش"، مشيرة أنها ربى كانت تعاني من جلطة دماغية جاءتها بعد شهرين من ولادة قيصرية سابقة.
وأوردت بأنها تعالجت وتماثلت للشفاء تماما، وحالتها العامة ممتازة.
وفي التفاصيل، تقول شقيقة ربي، إن المستشفى الذي اسعفت اليه، لم يكن يحتوي على طبيب أعصاب ودماغ، الامر الذي ساهم في تدهور حالتها أكثر اثناء تواجدها في الإنعاش، حيث تعرضت لأكثر من جلطة متتالية.
وأشارت إلى أنه تم الاتصال بالطبيب المختص، وأبلغهم انه مجاز ولا يستطيع الذهاب الى المستشفى، رغم علمه بالحالة الصعبة التي تعاني منها ربى.
وأفادت أنه بعد ولادتها، توفيت طفلتها، وبعد يومين من وفاة طفلنها توفيت ربى اثناء الغيبوبة، موضحة أن ربى أم لـ 5 أطفال .