الروابدة والعناني عملة نادرة
د. موفق العجلوني
جذب انتباهي حديث لكل من دولة العم أبو عصام عبد الرؤوف الروابدة واستاذي معالي أبو احمد الدكتور جواد العناني منحهما الله دوام الصحة والعافية والعمر المديد و اللذين تجمعني معهما ذكريات طيبة منذ أيام المجلس الوطني الاستشاري في الثمانينات حيث كنت في بداية عملي في الدولة بعد تخرجي من جامعة دمشق العريقة ، وكانت لي فرصة ذهبية ببناء علاقة مع خيرة الخيرة مع كبار المسؤولين و رجالات الدولة في تلك الفترة و التعلم منهم الكثير أمثال دولة المرحوم أبو ناصر احمد اللوزي و قامات اردنية عريقة أعضاء المجلس الوطني الاستشاري و أعضاء مجلس الوزراء ، الذين كان لها اسهامات و بصمات من ذهب في مسيرة الأردن التشريعية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، فمنهم من قضى نحبة و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا .
في حديث شيق وممتع لأبو عصام في برنامج نيران صديقة مع الزميل والصديق الدكتور هاني البدري عبر شاشة عمان تي في بتاريخ ١/٦/٢٠٢٢، جاء فيه: أنه في خمسينات القرن الماضي كان هناك تركيز على الصحة والتعليم ليصبحا من أهم القطاعات في الأردن. ولكن أن أكثر شيء فشلنا به هو تقدير المعلم، فالمعلم كان من أحسن موظفي الدولة قديما ولكننا لم ننجح بتقديره.
و في حديث الدكتور جواد العناني المنشور في عمون الغراء بتاريخ ٢/٦/٢٠٢٠٠ بعنوان : ما العمر الا ليلة واحدة يقول فيه :
•العملية التربوية لا تُستكمل في المدرسة، وبخاصة في المدارس الحكومية، لأن الأساتذة يُدرِسون بلا روح في حالاتٍ كثيرة.
•راتب الأستاذ في معظم أقطار الوطن العربي يقلّ عن أجر العامل غير الفني؟ وهكذا ضاعت مكانة الأستاذ داخل الصف وبين صفوف المجتمع، فانهارت النظم التعليمية بانهيار القدرات التعليمية والتَّعَلُّمية.
•متى يتعلم طلبتنا أن العمر ليلة واحدة تأتي وتروح كلمح البصر، وأن الإشراق الصباحي الذي تغنّي له الفنانة الكبيرة أم كلثوم "يا صباح الخير يلّي معانا"، قد أفنى ليلة من العمر وقبرها في ثناياه.
•ما العمر إلا ليلة، فماذا فعلنا بها؟ وما مصير أولادنا إذا ماتت أمهاتنا الصالحات، أو أصبحن عملة نادرة؟
ان أهم عنصرين في السياسة التربوية والتعليمية (التربية والتعليم) هما الام والمعلم، فاذا احتلت الخادمة " الشرقية او الشمالية او الجنوبية او الغربية " مكان الام ... و أهملنا المعلم، و فقد المعلم تقديره واحترامه من قبل الدولة و المجتمع ، تكون النتيجة كارثية على المجتمع . وبالتالي فآن إصلاح التعليم " لم يعد حكراً على الوزارات القطاعية، ولكنه أصبح تَرْتيبةً اجتماعية تتضافر فيها مؤسسة المنزل مع مؤسّسة المدرسة مع مؤسسة الثقافة مع الجهد المعرفي في كل مكان."
يقول الشاعر : الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق .
و قم للمعلم ووفه التبجيلا ، كاد المعلـــــم ان يكون رســـــــــــــولا .
هل من صحوة وعودة لما جاء في حديث اساتذتنا الكبار الذي لهم الباع الطويل في مسيرة الأردن التربوية والعلمية والثقافية أمثال دولة أبو عصام ومعالي الدكتور جواد العناني ....!!!