الاتحاد الأوروبي في الأردن

{title}
أخبار الأردن -

حازم قشوع 

لم يكن انعقاد مجلس الشراكة الاردنية الاوروبية في الاردن امرا تنمويا كما وصفته بعض التقارير بل كان سياسيا اراد من خلاله الاتحاد الاوروبي التأكيد على دوره الفاعل في المنطقة عبر لقاء الشراكة الاستراتيجية الذي كان برئاسة جوزيف بوريل مفوض العلاقات السياسية والامنية في الاتحاد وهو اللقاء الذي ياتي بعد لقاء الشراكة الخليجية الروسية الذي اعطى بدوره الوزير الروسي سيرجي لافروف حق احتكار طلب القمح والحبوب في الشرق الاوسط للسعودية وهذا ما جعل من عناوين لقاء الشراكة للاتحاد الاوروبي تكون باتجاه دعم الاردن بالقمح بمبلغ 25 مليون يورو اضافة الى مبالغ مالية اخرى جاءت لتخفيف من وطأة ازمة الغذاء وصلت قيمتها الى مبلغ 100 مليون اضافة لاطلاق منصة استثمارية تصل قيمتها الى 2.5 مليار يورو.

والاتحاد الاوروبي وهو يثمن دور الاردن ويدعم موقفه ويؤكد على مكانة الاردن الجيوسياسية في المنطقة عبر انعقاد مجلس الشراكة بالاردن بعناوين تعزز ثابت العلاقة الاستراتيجية التي تربط الاردن بالاتحاد الاوروبي انما ليرسل رسالة سياسية ذات ابعاد ومرامي متنوعة وعديدة تؤكد على مكانة الاردن البناءة ودوره الفاعل في ترسيم ميزان الاحداث هذا اضافة لدعم الاتحاد وتقديره لموقف الاردن المنسجم مع المواقف الدولية وذلك مع دخول حرب الشرق والغرب في شمال العالم بمرحلة حرجة ودخول جنوب العالم بفضاءات استقطاب حادة فان مواقف الدول هنا تحسب وتسجل.

جلالة الملك الذي حرص على حضور مجلس الشراكة الاردنية الاوروبية اكد على متانة العلاقة بين الاردن والاتحاد الأوربي كما بين من خلال حضوره السياسي ان الاردن سيبقى يشكل بوابة دخول اوروبا للمنطقة فان الشراكة بين شطري البحر المتوسط الشمالي والجنوبي تشكل للاردن احد اهم روافد العمل الواصلة بين اصالة الحضارة في جنوبه وحداثها في شماله وسيبقى الاردن الحافظ الامين على ارث الثقافة الانسانية برمزيتها وعناوينها المقدسية عبر وصايته على الاماكن المقدسة وكما سيبقى يقوم دوره البناء بتعزيز مناخات الامان والوئام عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومساهمته الفاعلة في استضافة كل طالب لاجئ يطلب العيش الآمن نيابة عن الاسرة الدولية كما سيبقى يذود عن المنطقة بقطع امدادات التطرف عبر قطع واصل المخدرات لئلا تقع المنطقة بمحظور التطرف ودوامة العنف من جديد فان المحافظة على العمق العربي يأتي من باب المحافظة على السلم الاقليمي والسلام الدولي.

دخول المنطقة في حالة الاستقطاب هذه تاتي قبل الزيارة المنتظرة للرئيس جوبايدن للمنطقة والتي ينتظر فيها ان يقوم الرئيس جوبايدن باعراب الجمل التي تباينت معانيها بين الرسائل الخفية وبيانات العلن فيها ازاء تشكيلات المنطقة ومرجعياتها اضافة الى ضرورة توضيح بوصلة للاتجاه حيال مختلف عناوينها بعد ما تم الانتهاء من مرحلة الضغط باستخدام الورق البديل التي كانت مستخدمة بعهد الادارة السابقة وهو ما جعل من الزيارة الاولى للرئيس بايدن للمنطقة تسقط بظلالها على مجمل الاحداث بما فيها حضور الاتحاد الاوروبي للاردن.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير