الإعلام العبري فقد تركيزه
علي سعادة
الإعلام العبري فقد تركيزه تماما عقب العمليات الأربع الأخيرة، وتحديدا "عملية الديزنغوف"، وتحول إلى ما يشبه الإعلام العربي في الفوضى، وكأنه إعلام عكاشة أو أحمد سعيد في "صوت العرب"، فقد تسابقت، كل وسائل الإعلام العبري على طريقة "عاجل ما غيرها" في نشر ما حصلت عليه من صور وفيديوهات وأخبار عاجلة، حتى أنها تسببت في "أخطاء قاتلة لدرجة كبيرة من الصعب ترميم الروح المعنوية للإسرائيليين بعد المشاهد التي بثها الإعلام العبري". وفقا لإسرائيليين مختصين في الإعلام.
واشار مشهد عشرات رجال الشرطة والمخابرات والمدنيين الذين كان يوجهون عشرات البنادق والمسدسات باتجاه شرفة قيل إن منفذ العملية كان يتواجد فيها، ثم تبين أنها فارغة ومهجورة، إلى ضرورة قراءة ما حدث بطريقة مختلفة .
فقد سارعت وسائل إعلام عبرية إلى القول إن منفذ العلمية يحتجز 20 مستوطنا وجنديا في المبنى، وأن فريقا إسرائيليا يتواجد في المنطقة للتفاوض، من ثم ثبت أن هذا الخبر غير منطقي من الأساس، فكيف تمكن شخص واحد من جلب كل هذا العدد إلى المبنى وأخذهم رهائن دون أن يتمكنوا من مقاومته وهو لا يحمل سوى مسدس.
وتواصلت الروايات إلى حد أصاب جميع سكان تل أبيب بحالة ذعر وعدم اليقين مما يجري بناء على التفاصيل التي كانت تضخها وسائل الإعلام الإسرائيلية كل دقيقة وكل ثانية، وكان الكل يركض في كل اتجاه دون هدف واضح .
ماذا سيحدث، لو تحقق سيناريو عملية كبرى أو عدة عمليات متزامنة، وقامت جهات ما بضخ سلسلة ضخمة من التقارير التي تبث الرعب في جميع المدن الإسرائيلية، بطريقة الإعلام العبري الأخيرة؟ هل كنا سنسترجع ما طبقته عصابات "الهاجاناه " و"شتيرن" و" البالماخ" و" الأرجون" بعد وقبل مجزرة دير ياسين وغيرها، حين بدأت تبث تفاصيل هذه المجازر، وساعدها الإعلام العربي وقتها في بث تفاصيل التفاصيل، مما تسبب في حالة ذعر في جميع القرى المكشوفة (540 قرية )التي لم تكن قادرة على حماية نفسها، ولم يكن يوجد فيها رصاصة واحدة للدفاع عنها مما اضطر سكانها إلى البحث عن مكان أمن.! الأمر تسبب في سقوط مدن فلسطينية كبرى على أثرها في يد الاحتلال.؟ّ
هذا ليس سؤالا، قد يكون سيناريو محتمل، قابل للتصديق والتطبيق.