"إغلاق صارم" بكوريا الشمالية لمواجهة أول تفش لكورونا
أكدت كوريا الشمالية رسميا اليوم الخميس ظهور أول تفش لفيروس كورونا لديها فيما وصفته بأنه "أخطر طوارئ وطنية" وأمرت بإغلاق على مستوى البلاد، وأفادت وسائل الإعلام الحكومية باكتشاف متحور من السلالة أوميكرون في بيونجيانج.
يسلط أول إقرار علني بوجود إصابات بكوفيد-19 الضوء على احتمال وجود أزمة كبيرة في البلد الذي رفض قبول المساعدة الدولية في التطعيمات وإغلق حدوده.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، لم تبلغ السلطات عن أي حالات إصابة بالمرض حتى نهاية مارس آذار، ولا يوجد سجل رسمي يفيد بتلقي أي مواطن في كوريا الشمالية تطعيما.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية "وقع أكبر حادث طارئ في البلاد، مع وجود ثغرة في جبهة الحجر الصحي الطارئ، والتي حافظنا عليها سالمة على مدار العامين والأشهر الثلاثة الماضية منذ فبراير (شباط) 2020"، مشيرة إلى حالات إصابة مكتشفة بمتحور فرعي من السلالة أوميكرون شديدة العدوى والتي تعرف أيضا باسم بي.إيه.2.
وذكر التقرير أن أشخاصا في بيونجيانج أصيبوا بالمتحور أوميكرون، دون تقديم تفاصيل عن أعداد الحالات أو المصادر المحتملة للعدوى. وأضاف أن العينات جمعت من المصابين في الثامن من مايو أيار.
يأتي بث التقرير في الوقت الذي ترأس فيه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون اجتماعا لحزب العمال لبحث طرق التعامل مع أول تفش لفيروس كورونا في البلاد.
وأمر كيم جميع المدن والمقاطعات في البلاد بتطبيق "إغلاق صارم" لمنع انتشار فيروس كورونا وقال إنه سيتم حشد وتسخير الإمدادات الطبية الاحتياطية الخاصة بالطوارئ، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.
ومع أن كوريا الشمالية لم تؤكد من قبل وجود حتى إصابة واحدة بفيروس كورونا في البلاد، فقد شكك مسؤولون في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في الأمر، خاصة مع الإبلاغ عن إصابات بأوميكرون على نطاق واسع في كوريا الجنوبية والصين المجاورتين.
وفرضت الدولة المنعزلة تدابير حجر صحي صارمة، شملت إغلاقات للحدود، منذ بدء الوباء في أوائل عام 2020. وفي يوليو تموز من ذلك العام، أعلن كيم حالة الطوارئ وفرض إغلاقا على كايسونج، القريبة من الحدود بين الكوريتين، لمدة ثلاثة أسابيع بعد عودة رجل انشق إلى كوريا الجنوبية في عام 2017 إلى المدينة مصابا بأعراض فيروس كورونا.
ووفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، خضع 64207 من بين مواطني كوريا الشمالية البالغ عددهم أكثر من 24.7 مليون نسمة لفحوص للكشف عن كوفيد-19. وجاءت جميع النتائج سلبية حتى 31 مارس آذار.
ورفضت كوريا الشمالية شحنات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من برنامج كوفاكس العالمي لتوزيع اللقاحات كما رفضت لقاح سينوفاك بيوتك من الصين، مما يشير إلى عدم تطعيم أي مدنيين.
وفي كوريا الجنوبية، قال مكتب الرئاسة لرويترز إن الرئيس يون سوك يول، الذي أدى اليمين في العاشر من مايو أيار، سيواصل فصل المساعدات الإنسانية عن الوضع السياسي، مما يفتح الباب أمام تقديم الدعم لكوريا الشمالية.
ونقل تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم الخميس عن كيم قوله في اجتماع حزب العمال إن الغرض من نظام الحجر الصحي الطارئ هو السيطرة بشكل مستقر على انتشار الفيروس وعلاج المصابين بسرعة للقضاء على مصدر انتقال العدوى في أقصر مدة.
وقال موقع إلكتروني مقره كوريا الجنوبية ويراقب الأنشطة في بيونجيانج هذا الأسبوع إن السلطات أمرت السكان بالعودة إلى منازلهم والبقاء فيها بسبب "مشكلة وطنية" دون تقديم تفاصيل.