خريسات يكتب:صاحبة الجلالة اللغة العربية .

{title}
أخبار الأردن -

 

بقلم دكتور يوسف عبيدالله خريسات.

 العربية قدر الامة وصوت روحها وذاكرتها البعيدة والقريبة هي اللغة التي تشهد وتؤرخ وتبني معنى الوجود في الوجدان  فكانت صاحبة الجلالة بالتوصيف البلاغي وبالاستحقاق التاريخي والروحي.

اللغة العربية لغة ربانية بالاصطفاء العميق فقد اختارها الله لتكون لغة لوحي بين السماء والارض وحمّلها خطابه الاخير للانسان فجاء القران بلسانها فاستقرت في قلب الزمن لتصبح لغة الرسالة .

هي لغة الرسالات السماوية بما حملته من قيم العدل والرحمة والتوحيد وكرامة الانسان فكانت لغة المعاني  قبل ان تكون لغة اللفظ ولغة الفكرة قبل ان تكون لغة الصوت فدخلت قلوب امم لم تكن العربية لغتها الاولى لكنها وجدتها الأقدر والاجدر على التعبير عن ذاتها وعن ايمانها .

قوة العربية في بقائها حية نابضة تتنفس عبر القرون فبينما تراجعت لغات اخرى وانكمشت في كتب التاريخ وبقيت العربية بشموخها حاظرة في كل زمان ومكان .

هذا البقاء كان نتيجة ارتباط عضوي بين اللغة والامة .

فالعربية لغة دولة  حضارة ودين وثقافة وذاكرة وكلما تعبت الامة كانت اللغة ملاذها الاخير تحفظ جوهرها حين يتشقق الواقع.

وفي زمن العولمة واللغات المهيمنة اتثبت العربية قدرتها على التكيف دون ان تنكسر واستوعبت الجديد واحتضنت العلم الجديد والمصطلح الحديث دون ان تفقد روحها .

والخطر اليوم  ليس في اللغة بحد ذاتها وانما في اهلها حين يسيئون الظن بها او يفرطون بها.

ان الدفاع عن اللغة العربية موقف وجود بين الامم ومسؤولية كبيرة فاللغة التي نفكر بها هي التي تصوغ رؤيتنا للعالم وحين نضعف لغتنا نضعف انفسنا دون ان نشعر.

 العربية صاحبة الجلالة لانها لغة السماء عندما خاطبت الارض ولغة الارض عندما تبحث عن معناها الكوني ومن يحرس اللغة تحرسه ومن يخلص لها تخلده في الذاكرة والتاريخ.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية