الزبون يكتب :جعفر حسان… رجلُ المهمّات الصعبة، وصوتُ الدولة الذي لا يعرف التردّد
بقلم: السياسي الدكتور ممدوح الزبون
في سجلّ الرجال الذين مرّوا على الدولة الأردنية، يبقى دولة الدكتور جعفر حسان واحدًا من الأسماء التي صنعت حضورها بالفعل لا بالقول، وبالعمل الهادئ لا بضجيج السياسة، وبالقدرة على تحمّل أثقال الدولة حين يثقل ظهر غيره. فهو رجلٌ خبر مفاصل الدولة، وتشرّب مسؤولياتها منذ شبابه، حتى أصبح اليوم واحدًا من أكثر رموز الإدارة الأردنية صلابة واحترافًا، ومن أكثر الشخصيات قربًا من نبض جلالة الملك ووجدان المواطن في آن واحد.
رجل المهمّات الصعبة… حين تحتاج الدولة إلى ثبات
ليس صدفة أن يُوصف جعفر حسان بأنّه رجل المهمّات الصعبة. فالرجل لا يدخل ملفًّا إلّا ترك فيه بصمة، ولا يتسلّم مسؤولية إلّا رفع معيار الإنجاز فيها.
خبر الأزمات، وأدار ملفات شائكة في أوقات دقيقة، ووقف في مقدمة الصف حين احتاجته الدولة، فكان عند عهدها وعند ثقة الملك، مؤمنًا بأن خدمة الأردن ليست تكليفًا إداريًا بل واجبًا وطنيًا لا يحتمل التراجع أو التردّد.
وحين يكون الحديث عن الصعوبة، يكون الحديث عن حسان طبيعيًا؛ إذ لا يهاب ازدحام التفاصيل، ولا ينسحب أمام التعقيد، بل يذهب إلى الملفات الثقيلة كما يذهب المقاتل إلى ميدان يعرف تضاريسه جيّدًا.
رجلٌ ميداني… يقرأ الواقع من أرضه لا من ورق مكتبه
ما يميّز دولة جعفر حسان أنّه لا يحكم الأشياء من بعيد، ولا يكتفي بتقارير تُكتب على المكاتب.
هو رجل ميدانيّ في جوهره، ينزل إلى الأرض، يرى الناس بعينه قبل أن يقرأ أرقامهم في الأوراق، ويستمع إليهم بصدر رحب قبل أن يطلب منهم الالتزام.
وهذه ميزة نادرة في عالم الإدارة المعاصرة؛ أن يجمع المسؤول بين الرؤية الاستراتيجية الواسعة، وبين الحضور الميداني الذي يكشف الواقع كما هو، بلا رتوش ولا مجاملات.
فحسان يعرف أن القرار لا يُصنع في المكاتب وحدها، بل في قراءة نبض الناس ومراقبة حركة الحياة كما هي، لذلك ظلّ قريبًا من تفاصيل العمل العام، حاضرًا في مواقع الخدمة، متنقّلًا بين الوزارات والمؤسسات، مستندًا إلى قناعة راسخة بأن المسؤول الذي لا يرى بعينه لن يُصلِح بيده.
أبوابٌ مفتوحة… ومسؤول يعرف الناس بأسمائهم
لم يكن يومًا من أولئك الذين يختبئون خلف المناصب أو الحواجز.
فأبواب دولة جعفر حسان ظلّت مفتوحة، تستقبل المواطن قبل المسؤول، وتستمع للناس قبل أن تنطق بالقرارات. عرفه العاملون معه رجلاً يقدّس الوقت، ويستمع باهتمام، ولا يترك قضية معلّقة ولا مظلمة دون متابعة.
وهذا السلوك الإنساني قبل الإداري هو ما جعل الرجل قريبًا من الأردنيين، يحترمهم ويحترمونه، ويشعرون أنّه واحدٌ منهم، لا يتعالى، ولا يتكلّف، ولا يصنع لنفسه مسافة بينه وبين الشعب.
روح الدولة… وإرادة لا تلين
يحمل جعفر حسان في شخصيته صرامة الدولة، وفي قلبه إنسانها، وفي عقله حكمتها.
هو رجل يؤمن بأن الأردن يستحق الأفضل دائمًا، وأن تطوير الإدارة ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية، وأن صورة الدولة تُصنع من اتقان أصغر التفاصيل، لأن الثقة تُبنى من التفاصيل لا من الشعارات.
ولذلك، كان على الدوام رجلًا يعمل أكثر مما يتحدث، ينجز أكثر مما يعد، ويقترب أكثر مما يتوقّع منه الناس، حتى بات نموذجًا للمسؤول الذي يجمع بين الحزم والرقي، وبين الصدق والالتزام.
خاتمة: رجلٌ يليق بالأردن… وتليق به ثقة الملك
دولة الدكتور جعفر حسان ليس مجرّد مسؤولٍ مرّ في سجلّ الدولة، بل هو مدرسة في الإدارة والانتماء والالتزام.
رجل قدّم نموذجًا يؤكد أن المسؤولية ليست وجاهة، وأن الوطنية ليست شعارًا، وأن خدمة الأردن لا تحتاج إلى صخب، بل إلى رجال يعرفون أين يقفون، ولمن يعملون، وكيف يكون الأثر.
لقد أثبت جعفر حسان — بعمله، وبهدوئه، وبقربه من الناس — أنّه رجل دولة حقيقي، وأنه من الرجال الذين يُطمئن حضورهم، وتستقيم بهم اللحظة، وتنهض معهم المؤسسات.
إنّه، باختصار، رجل المهمّات الصعبة… ورجل الأردن في كل وقت.

