منصور يكتب: منتخب النشامى وصناعة المستقبل
نضال منصور
فاز منتخب النشامى على العراق، وتأهل إلى نصف النهائي في بطولة كأس العرب ليلاقي المنتخب السعودي.
حقق المنتخب الأردني لكرة القدم العلامة الكاملة في الجولة الأولى من البطولة، ولعب بشكل لافت للانتباه، ونجح في تحقيق انتصار في ثلاث مباريات، كان أجملها مع المنتخب المصري، لكن الحقيقة أن انتصاره على منتخب أسود الرافدين كان بشق الأنفس، ولولا تألق حارس المرمى يزيد أبو ليلي الذي كان النجم الأبرز في المباراة لكانت النتيجة مختلفة. ويزيد من حالة القلق في المباريات المتبقية إصابة يزن النعيمات، والسؤال هو: هل نستطيع أن ننجح في تخطي السعودية، واللعب في النهائي لحيازة لقب بطل العرب؟
الرحلة ليست سهلة، وهي بروفة واختبار قبل الذهاب لكأس العالم.
صنع منتخب النشامى صِيتا عالميا بتأهله إلى كأس العالم مباشرة، وكان أول المنتخبات العربية التي حجزت مقعدها في أكبر تظاهرة رياضية في العالم، وأصبح الأردن تحت المجهر، ولاعبوه محط اهتمام الأندية الكبرى. وهذه لحظة مهمة وفارقة قد تمهد لمرحلة الاحتراف، وتغيير صورة ومعالم رياضة كرة القدم في الأردن.
نحن على أعتاب كأس العالم، وعلينا أن نستعد، وأن نستثمر في هذه البطولة العالمية لصالح بلادنا، وأن يكون تواجدنا ليس عابرا وشكليا، بل أن نثبت أننا قادرون على صنع المستحيل، ومثلما فعلت منتخبات كالمغرب والجزائر من قبل، نستطيع أن نضع بصمة أردنية لا تُنسى.
مطلوب الآن من الدولة الأردنية تشكيل “خلية عمل” تفكر في تواجد منتخب النشامى في كأس العالم، الأمر ليس منوطا فقط باتحاد كرة القدم، هذا الأمر يتعداه، فمصلحتنا أن يكون كأس العالم فرصة للترويج للسياحة في الأردن، وللصناعة، والفن، والإبداع، وللإنسان الأردني الخلاق، ولا ننسى أيضا فرصة لإبراز وتبني قضايانا العادلة.
هناك من يقول: الأردن دولة صغيرة، بموارد محدودة، ولا يستطيع منافسة دول رسخت حضورها تاريخيا في الرياضة، وكأس العالم، وتستثمر المليارات في ميدان الرياضة، ولهذا لا ترفعوا سقف التوقعات، ويكفي أن تلعبوا بشكل مشرف.
ما أؤمن به أن حضور الأردن أكبر من رقعته الجغرافية، فهو لاعب دبلوماسي، وسياسي متمرس، وفي كل المجالات يتواجد بقوة، ولا يوجد ما يمنعه من التألق في الرياضة، وخاصة في كأس العالم.
مهمة النشامى الآن الظفر بكأس العرب، وفي كأس العالم نريد أداء مميزا، يجعل اسم الأردن على لسان الملايين.
المغرب والجزائر قارَعَت أفضل المنتخبات العالمية، والنشامى بهمّتهم يستطيعون أن يواجهوا كل المنتخبات ليثبتوا للعالم قدرة الإنسان الأردني على التحدي، وصناعة الأمل، والمستقبل، فيصنعوا مجدا يضاف لمجد البترا وجرش.

