لقاحات شائعة تحمي من الأمراض المزمنة وبعض أنواع السرطان
أظهرت أبحاث حديثة أن اللقاحات لا تقتصر فوائدها على الوقاية من الأمراض المعدية فقط، بل تمتد لتشمل الحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك بعض أنواع السرطان، وفق خبراء الصحة العامة.
صرح الدكتور ريتشارد مارتينيلو، كبير المسؤولين الطبيين وطبيب الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة ييل، بأن الفهم العلمي الحديث يوضح أن اللقاحات تتجاوز مجرد حماية الفرد من المرض، لتساهم في الوقاية من مضاعفات طويلة الأمد على الصحة.
وأظهرت دراسات متعددة أن اللقاحات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب، كما تساهم في حماية الأشخاص المصابين بحالات مزمنة من تفاقم حالتهم الصحية.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
يُعرف لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بأنه لقاح وقائي للسرطان لكل من النساء والرجال. هذا الفيروس مسؤول عن معظم حالات سرطان عنق الرحم، وبعض سرطانات الأعضاء التناسلية السفلية، بالإضافة إلى بعض سرطانات الرأس والرقبة.
أظهرت الدراسات انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس وعلامات السرطان المبكرة منذ طرح اللقاح قبل نحو عقدين. كما أظهرت دراسة عام 2024 على 3.5 مليون شخص انخفاضاً ملحوظاً في السرطانات المرتبطة بالفيروس لدى المتلقين للقاح.
وأشار روبرت هوبكنز، المدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية في أمريكا، إلى ضرورة إعطاء اللقاح لجميع الشباب بين 9 و26 عاماً لضمان الوقاية المبكرة والفعالة.
لقاح الهربس النطاقي
يرتبط التطعيم ضد الهربس النطاقي بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب. ويستهدف اللقاح البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً، حيث أظهرت الدراسات فعالية بنسبة 97٪ في الوقاية من المرض.
أظهرت دراسة في ويلز شملت أكثر من 280 ألف شخص بالغ انخفاض فرص الإصابة بالخرف بنسبة 20٪ خلال سبع سنوات، كما ربطت دراسة كورية جنوبية انخفاض معدلات أمراض القلب بنسبة 23٪ مع تلقي اللقاح.
لقاح التهاب الكبد الوبائي "ب"
يُعد فيروس التهاب الكبد الوبائي "ب" عاملاً رئيسياً في الإصابة بأمراض الكبد والسرطان لاحقاً. وينتقل الفيروس عبر الدم أو السوائل الجسدية، ويمكن أن يتحول الالتهاب الحاد إلى حالة مزمنة مهددة للحياة.
يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بتطعيم جميع الرضع عند الولادة، واستكمال سلسلة الحقن خلال الأشهر الخمسة عشر الأولى من العمر، لضمان حماية كاملة من الفيروس ومن مضاعفاته طويلة المدى.
لقاحات الإنفلونزا وفيروس كورونا والفيروس المخلوي التنفسي
تساهم هذه اللقاحات في الوقاية من عدوى الجهاز التنفسي، ما يحمي المصابين بالأمراض المزمنة من تفاقم حالتهم الصحية. وقد أظهرت الدراسات انخفاض معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية بعد التطعيم، مع تدني خطر مضاعفات الالتهاب الرئوي أو التهابات القلب لدى المتلقين للقاح.
اللقاحات البكتيرية
تلعب اللقاحات ضد العدوى البكتيرية، مثل المكورات السحائية والمكورات الرئوية، دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض خطيرة مثل التهاب السحايا والتهاب الرئة وتسمم الدم. وتساهم هذه اللقاحات في تقليل مضاعفات طويلة الأمد تشمل فشل الأعضاء والإعاقات الدائمة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
وأكد خبراء الصحة العامة أن فوائد التطعيم تتجاوز المخاطر المحتملة للآثار الجانبية النادرة، وتعتبر وسيلة فعالة لحماية الفرد والمجتمع على حد سواء.

