دراسة تكشف الثمن الخفي للشهرة: لماذا يرحل نجوم الفن مبكرا؟
تكشف دراسة ألمانية حديثة عن الوجه القاتم للشهرة، حيث أظهرت أن الفنانين المشاهير يعيشون — في المتوسط — أقل بنحو 4.6 سنوات مقارنة بغيرهم، رغم الصورة اللامعة التي يقدمها عالم الترفيه عن البريق والنجاح.
ووجدت الدراسة، التي حللت مسيرة 648 فناناً موسيقياً، أن النجومية قد تكلف الفنان ما يقارب خمس سنوات من عمره، إذ يبلغ متوسط الحياة لدى الفنانين الأكثر شهرة 75 عاماً، بينما يصل لدى نظرائهم الأقل شهرة إلى نحو 79 عاماً.
واعتمد الباحثون في عملهم على مقارنة دقيقة بين الفنانين المشاهير وآخرين أقل شهرة يشاركونهم الجنس والجنسية ونوع الموسيقى وحتى طبيعة العمل الفني، سواء ضمن فرقة أو كفنان منفرد، قبل أن يصلوا إلى نتيجة صادمة مفادها أن خطر الوفاة يرتفع بنسبة 33% بين المشاهير.
وتشير الدراسة إلى أن هذا الخطر يرتبط مباشرة بالوصول إلى قمة الشهرة، حيث تتحول النجومية إلى نقطة زمنية فارقة في حياة الفنان، فتبدأ الضغوط الكبرى: العمل المكثف، السفر المستمر، المتابعة الإعلامية اللصيقة، وتلاشي الحدود بين الحياة الخاصة والعامة.
ويبدو أن الفنانين المنفردين هم الأكثر تضرراً، بسبب غياب شبكة الدعم التي توفرها الفرق الموسيقية، ما يجعلهم أكثر عرضة للإرهاق النفسي، والاكتئاب، واللجوء إلى سلوكيات غير صحية مثل تعاطي الكحول أو المخدرات.
وتؤكد الدراسة أن نمط الحياة المتوتر وغير المنتظم يساهم في إضعاف المناعة، وارتفاع الضغط، وحدوث اضطرابات نفسية تؤدي إلى تدهور تدريجي يختصر العمر، وهو ما تؤكده حالات عديدة لنجوم رحلوا مبكراً مثل جون لينون وبرينس وديفيد بوي.
وتخلص الدراسة إلى أن الشهرة ليست مجرد امتياز اجتماعي، بل حالة معقدة تتطلب آليات دعم نفسي وصحي خاصة، لضمان ألا يتحول الضوء الساطع إلى عبء يقود إلى نهاية مبكرة.
