غزة تشتعل فرحا.. إليك بنود الاتفاق (فيديو)
عمّت أجواء الفرح شوارع قطاع غزة اليوم الخميس، عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي يمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، ضمن خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وشهدت مناطق متفرقة من القطاع، من مدينة غزة إلى دير البلح وخان يونس، احتفالات جماهيرية عفوية شارك فيها مئات الفلسطينيين الذين خرجوا إلى الشوارع ابتهاجاً بوقف الحرب، ورفع بعضهم الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات التي تعبّر عن الأمل ببدء مرحلة جديدة من الهدوء بعد سنوات من الدمار والمعاناة.
وأظهرت مقاطع مصورة تجمّع أعداد كبيرة من المواطنين أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، وهم يعبرون عن سعادتهم بالاتفاق الذي أنهى أطول الحروب التي شهدها القطاع في تاريخه الحديث. كما شهدت مدينة خان يونس جنوب غزة مشاهد مماثلة من الفرح والاحتفال امتدت حتى ساعات الفجر الأولى.
ويأتي هذا الاتفاق بعد حرب مدمرة استمرت لعامين، أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة 169 ألفاً آخرين، إلى جانب دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمستشفيات. كما تعرض سكان القطاع لحصار خانق وحرب تجويع ممنهجة استهدفت أكثر من مليوني فلسطيني، وأدت إلى استشهاد المئات جراء نقص الغذاء والدواء.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتفالات تعبّر عن توق الغزيين إلى السلام والاستقرار، بعد سنوات من المعاناة، وسط آمال بأن يكون اتفاق شرم الشيخ نقطة تحول حقيقية تنهي مأساة الحرب وتفتح صفحة جديدة من إعادة الإعمار والحياة الكريمة لسكان القطاع.
أهم بنود اتفاق غزة
توصلت إسرائيل وحركة حماس، فجر اليوم الخميس، إلى اتفاق شامل في منتجع شرم الشيخ المصري، برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووساطة قطرية ومصرية وتركية، يقضي بوقف العمليات العسكرية فور دخوله حيز التنفيذ وبدء مرحلة جديدة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة.
وبحسب نص الاتفاق، فإن البنود الأساسية تشمل وقفاً فورياً لإطلاق النار وبدء تسليم المحتجزين خلال 72 ساعة من بدء التنفيذ، على أن يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء دفعة واحدة، وتسليم جثامين المحتجزين على مراحل لاحقة.
كما ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى النقاط المتفق عليها خارج مدن القطاع وفتح معبر رفح في الاتجاهين لتسهيل حركة الأفراد ودخول المساعدات.
ويتضمن الاتفاق كذلك إدخال 400 شاحنة مساعدات إنسانية خلال الأيام الخمسة الأولى، بإشراف منظمات الأمم المتحدة التي ستتولى إدارة العمليات الإغاثية في غزة، مع استمرار التفاوض حول أسماء بعض القيادات الفلسطينية المطلوب الإفراج عنهم في مراحل لاحقة.
مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات أكد أن المرحلة الأولى تنص على إفراج حركة حماس عن 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة مقابل إطلاق سراح 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد و1700 معتقل تم احتجازهم بعد السابع من أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن الاتفاق يشمل انسحابات إسرائيلية مجدولة زمنيا من مناطق القطاع.
وفي بيان رسمي عبر منصة "تروث سوشال"، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقيع الطرفين على المرحلة الأولى من خطة السلام، قائلاً: "يسعدني أن أعلن أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام".
وأضاف أن جميع المحتجزين سيُفرج عنهم قريباً جداً، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه تمهيداً لسلام "قوي ودائم"، مؤكداً أن "جميع الأطراف ستُعامل بإنصاف".
ووصف ترامب هذا اليوم بأنه "عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة"، موجهاً الشكر إلى قطر ومصر وتركيا على جهودها في إنجاز ما سماه "الحدث التاريخي وغير المسبوق"، مضيفاً: "طوبى لصانعي السلام".
من جانبها، أعلنت حركة حماس أن الاتفاق يمثل "نهاية للحرب على قطاع غزة" التي استمرت عامين وخلفت آلاف الشهداء والمصابين، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد انسحاب الاحتلال ودخول المساعدات وتبادل الأسرى والمحتجزين، تمهيداً لبداية مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار.

