لماذا يجد مدخنو السجائر الإلكترونية صعوبة في التوقف؟

{title}
أخبار الأردن -

 

رغم أن السجائر الإلكترونية طُرحت في البداية كبديل “أقل ضررًا” للتدخين التقليدي، فإنها سرعان ما تحوّلت إلى مصدر إدمان معقد، يصعب التخلص منه، ويماثل في شدته إدمان السجائر العادية.

وبحسب الدكتور مارك بيكوت من المملكة المتحدة، فإن التوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية يعد من أصعب أنواع الإقلاع، إذ يتداخل فيه الإدمان البيولوجي والنفسي والسلوكي معًا، مما يجعل السيطرة عليه تحديًا كبيرًا.

يقول بيكوت في حديث لصحيفة الإندبندنت إن كثيرًا من المدخنين الإلكترونيين يبدؤون يومهم بأول "نفخة بخار" فور الاستيقاظ من النوم، بل إن بعضهم يحتفظ بجهاز التدخين إلى جوار سريره، وهو ما يعد من أبرز مؤشرات الإدمان.

ويضيف: "الاستمرار في عادة يعلم صاحبها أنها تضر صحته علامة تحذيرية واضحة، إذ إن تدخين السجائر الإلكترونية لا يقتصر ضرره على الفم والأسنان، بل يمتد ليؤثر سلبًا على الصحة العقلية، خصوصًا بين الشباب، إلى جانب العبء المالي الذي يفرضه هذا النوع من الإدمان".

🔸 انسحاب صعب ومؤشرات نفسية وجسدية

تظهر أعراض الانسحاب عادة خلال الأيام الأولى من الإقلاع، حيث يعاني بعض الأشخاص من الغثيان والصداع والأرق، فيما تبلغ الرغبة الشديدة في التدخين ذروتها بين اليومين الثالث والخامس.
وبعد تراجع الأعراض الجسدية، تبرز الأعراض النفسية مثل القلق، والتوتر، والاكتئاب، مما يجعل الدعم النفسي جزءًا أساسيًا من خطة الإقلاع.

ويحذر بيكوت من أن الإدمان السلوكي لا يقل خطورة عن الجسدي، موضحًا أن تكرار حركة اليد نحو الفم واستنشاق البخار يصبح عادة مترسخة يصعب كسرها حتى بعد التوقف عن النيكوتين.

🔸 النكهات.. فخ الإدمان الخفي

من الجوانب الأقل إدراكًا لخطورة السجائر الإلكترونية هو تنوع النكهات، والتي وصفها بيكوت بأنها "أحد محركات الإدمان الخفية"، إذ يرتبط بعض المستخدمين نفسيًا بنكهات محددة — من الفواكه إلى الحلويات والمنثول — مما يجعل الإقلاع عنها أكثر تعقيدًا من السجائر التقليدية.

🔸 كيف تبدأ رحلة الإقلاع؟

يرى الخبراء أن الخطوة الأولى نحو الإقلاع هي تحديد السبب الشخصي بوضوح، سواء كان صحيًا أو ماليًا أو نفسيًا، لأن هذا الدافع سيكون المحرك الأساسي للاستمرار.

ويضيف بيكوت أن هناك أكثر من طريقة للتوقف، منها الإقلاع المفاجئ أو خفض نسبة النيكوتين تدريجيًا، إلى جانب العلاجات البديلة. كما ينصح بزيادة الفواصل الزمنية بين جلسات التدخين، كالتأجيل لمدة نصف ساعة صباحًا ثم تمديدها تدريجيًا.

ومن الأساليب المساعدة أيضًا تشتيت الانتباه عند الشعور بالرغبة في التدخين، من خلال ممارسة الرياضة أو الانشغال بالكتابة أو الألعاب، بالإضافة إلى طلب الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء.

في النهاية، يؤكد الدكتور بيكوت أن الإقلاع عن السجائر الإلكترونية لا يتعلق فقط بالنيكوتين، بل بتحرير العقل من نمط إدماني متكامل، وهو ما يتطلب وعيًا وصبرًا ومساندة من البيئة المحيطة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية