لماذا ينادي بعض الأطفال أمّهاتهم بأسمائهن؟
قد يندهش بعض الأهالي حين يسمعون أبنائهم ينادون الأم باسمها الشخصي بدل كلمة "ماما"، وهو سلوك قد يبدو غير مألوف أو مقلق في البداية.
لكن الاختصاصية النفسية كونشيتا سيسي مارتين توضح أن هذا السلوك غالبًا لا يرتبط بأي مشكلة في العلاقة العاطفية بين الطفل ووالدته. بل يعد جزءًا طبيعيًا من عملية اكتشاف الطفل للأدوار داخل الأسرة، إذ يدرك تدريجيًا أن والدته ليست مجرد "ماما"، بل شخص له هويته الخاصة وحياة مستقلة خارج الدور الأمومي.
وتشير مارتين إلى أن الأطفال يتعلمون كثيرًا عبر التقليد، فإذا اعتادوا سماع أحد أفراد العائلة ينادي الأم باسمها، فمن الطبيعي أن يكرروا ذلك بأنفسهم، دون أن يؤثر على مشاعرهم أو محبتهم لها.
كما أن استخدام الاسم الشخصي قد يرتبط بعمر الطفل، خاصة في المراحل التي يسعى فيها لاكتساب الاستقلالية وإثبات الذات، إذ يمكن أن يكون وسيلة رمزية للتعبير عن تمايزه.
وتختتم مارتين بأن هذه الظاهرة غالبًا ما تكون عابرة، حيث يظل الارتباط العاطفي والمحبة قائمة، ويختفي السلوك مع مرور الوقت كجزء من نمو الطفل الطبيعي وتجربته اللغوية.

