فحص دم ثوري يكشف السرطان قبل 10 سنوات من ظهور الأعراض
كشفت دراسة طبية حديثة عن فحص دم مبتكر يعتمد على خزعة الدم السائلة، يتميز بقدرته على اكتشاف سرطانات الرأس والرقبة المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بدقة غير مسبوقة تصل إلى 99%، حتى قبل عشر سنوات من ظهور الأعراض.
وأجرى البحث فريق من مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجه في مجلة الأبحاث السريرية للسرطان، حيث أظهرت أن الفحص الجديد المعروف باسم HPV-DeepSeek يستخدم تسلسل الجينوم الكامل للفيروس بدلاً من أجزاء محدودة، مما يرفع من حساسيته ودقته مقارنة بالاختبارات الحالية.
وبيّنت النتائج أن الاختبار تمكّن من الكشف عن الحمض النووي الفيروسي في عينات دم لمرضى أصيبوا لاحقًا بالسرطان، بمدة وصلت إلى 8–10 سنوات قبل التشخيص السريري. كما جاءت جميع نتائج العينات السليمة سلبية، وهو ما يعكس دقة عالية ويقلل احتمالية النتائج الكاذبة.
ويقول الدكتور دانيال فادن، أخصائي جراحة أورام الرأس والرقبة في المستشفى:"هذه أول دراسة تثبت إمكانية التنبؤ بسرطان الرأس والرقبة الإيجابي لفيروس الورم الحليمي البشري قبل سنوات من ظهوره، ما يفتح الباب أمام ثورة في التشخيص والعلاج المبكر".
ويرى الباحثون أن نجاح هذا الفحص قد يشكل نقلة نوعية في علاج السرطان، إذ يسمح باكتشاف المرض في مراحله الأولى، وبالتالي تقليل الحاجة إلى أنظمة علاجية كثيفة ومكلفة، فضلاً عن تقليص الآثار الجانبية وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
ويعمل الفريق البحثي حالياً على التحقق من النتائج من خلال دراسة أوسع تضم مئات العينات ضمن تجارب طبية متقدمة، تشمل أنواعًا أخرى من السرطان مثل البروستاتا والرئة والقولون والمبيض.
