شديفات يكتب: نجوى ابنة الأرض والهمة العالية
نضال عواد شديفات
في الزمن الذي تطغو فيه المظاهر وتفصل المناصب غالبا بين الإنسان وجذوره، تبرز الدكتورة نجوى قبيلات أمين عام الوزارة التي صنعت نموذجا فريدا يجسد معنى الأصالة والانتماء.
فهي التي ارتقت في سلم المسؤولية دون أن تنسلخ عن ترابها وتراثها، محافظة على بساطتها وتواصلها مع الناس.
رغم تخصصها الأكاديمي المتصل بالرياضيات وحسابات الربح والخسارة، وهو مجال يوصف بالصرامة والموضوعية المجردة، إلا أنها حافظت على دفء قلبها وإنسانيتها.
فصورتها اليوم وهي تخبز الشراك التقليدي بيدها، غير متكلفة ولا تهاب نار الموقد هي أقوى دليل على تمسكها بهويتها وتراثها الأصيل.
هذه الصورة تمثل رمزا يلخص سيرتها فهي السيدة القيادية التي لا تتكبر على مساعدة المحتاج ولا تترفع عن مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم.
على المستوى الشخصي وسطت زميل في طلب يوما ولم تستجيب في وقتها لم التق معها شخصيا ورغم ذلك كنت اتابع
قربها من هموم المواطن البسيط ليس ادعاء، بل هو منهج عمل ثابت تنتهجه في حياتها فهي ابنة الأرض الطيبة التي تشربت قيم العطاء والتضامن المجتمعي فجعلت من منصبها وسيلة لتجسيد هذه القيم .
إنها تؤمن بأن العمل الخيري والإنساني يجب أن يكون بلا مقابل، فالعطاء جزء من كينونتها وليس استثمارا تنتظر أرباحه.
الدكتورة نجوى قبيلات تقدم لنا دليلا حيا على أن النجاح الحقيقي ليس في الوصول إلى موقع المسؤولية ، بل في القدرة على البقاء محافظا على الإنسانية، ومحبا للخير حيثما كان.
إنها تجمع بين حكمة العالم وروح الأم وطهارة القلب بعيدا عن دهاء الإدارة لتبقى مثالا يُحتذى في القيادة الإنسانية الأصيلة
فكل عام وانت بخير يا بنت القبيلة العريقة الضاربة جذورها في التاريخ

