البراري يكتب: أبو عبيدة شهيدا
حسن البراري
- لا شك بأن اغتيال وزير اعلام المقاومة أبو عبيدة هو ضربة معنوية للمقاومة لكنه لا يشكل نهاية فكرة المقاومة، فالفكرة أكبر من الأشخاص إذ تجدد نفسها بقيادات جديدة، والتاريخ الفلسطيني على وجه التحديد حافل بالأمثلة منذ انطلاق ثوراتهم الكثيرة من البراق عام 1929، إلى ثورة 1936 ألى انطلاقة فتح حتى يومنا هذا.
- قد يحقق اغتيال قيادات في المقاومة مكاسب تكتيكية لإسرائيل، لكنه يرفع من الرصيد الرمزي للمقاومين ويكرسهم شهداء في الوجدان الشعبي. فالقسام مثلا، ذلك البطل السوري الذي قدم لفلسطين باحثا عن ساحة جهاد، لم ترهبه جحافل الانجليز وارتقى شهيدا عام 1935 وخلده الوجدان العربي والفلسطيني ايضا.
- بعيدا عن الفلسطينيين، يمكن القول بان وجود مقاومة فلسطينية فاعلة يخدم المصلحة الاستراتيجية الأردنية لأنه يخفف من الضغط عن الأردن في مواجهة المشروع الصهيوني الذي كشر عن أنيابه مؤخرا معلنا على لسان رئيس وزرائه بأنه يحلم بإسرائيل الكبرى.
- ما يحمي الأردن من مخاطر "الوطن البديل" ومن الضغوط المتعلقة بالقدس والمقدسات هو الوجود الفلسطيني على ارض فلسطين، وهنا تبرز فكرة الصمود والثبات في الأرض كمدماك رئيسي في استراتيجية احتواء الاطماع الصهيونية في الأردن.
- من هنا، تشكل المقاومة (طبعا للمقاومة أشكال وأدوات كثيرة لاي مكن حصرها في أداة واحدة فقط) عنصر توازن إقليمي وتردع إسرائيل عن فرض حلول على حساب المصالح الأردنية. ومهما كانت نتائج المعركة الحالية، فإن بقاء المقاومة يشكل خط دفاع استراتيجي للأردن ضد التوسع الصهيوني.
وييقى السؤال المركزي: من يرفع الكلفة على من، الاحتلال أم المقاومة؟ التاريح يجيب على هذا التساؤل، فالاحتلالات حتى عندما تحقق انتصارات عسكرية كبيرة فهي تخسر في نهاية المطاف.

