البراري يكتب: أسئلة حائرة

{title}
أخبار الأردن -

 

حسن البراري

- تطرح إسرائيل سيناريو احتلال مدينة غزة وهي تعد العدة لذلك وسيبدأ التنفيذ الفعلي بعد ثلاثة أسابيع، فمصادقة الحكومة والجيش تمت، وسيكون الجيش جاهزا بعد أن  ينتهي من استدعاء الاحتياط.

- لن أتوقف عند التصريحات والشعارات وحقيقة أن العدو مجرم ووحشي ولا يحترم أي شيء مرتبط بالانسانية، فكل هذا معروف وليس مجال اختلاف مع أحد، ونسأل ما هي الاستراتيجية المتاحة - وليس الرهانات - لاحباط هذا المخطط الذي لا ينبغي التقليل من تداعياته.

-  وعليه، فإن السؤال الجوهري يجب أن يكون حول ما هي الأدوات والإمكانات المتاحة؟ وما هو المسار الاستراتيجي الممكن لتحقيق الأهداف المعلنة، الثابت منها والمتغير؟

- تراهن حماس وفقا لناطقيها الكثر من قادة ومحللين على ما يلي: ورقة الرهائن، موقف الشعوب العربية، صمود المقاومة، الرأي العام الداخلي الإسرائيلي، خلافات في وجهات النظر بين الجيش والحكومة، والتحرك الدولي الخجول، واعلان الامم المتحدة عن المجاعة بغزة ما ينسف السردية الاسرائيلية، احتمال أن تكون المناورة الإسرائيلية هي فقط من أجل وضع ضغط على حماس في المفاوضات، وأخيرا تراهن على احتمال نجاح مساعي الوسطاء للتوصل إلى اتفاق جزئي أو شامل..

- ويبقى السؤال، ماذا لو فشلت كل هذه الرهانات؟ هل ستتراجع اسرائيل عن خطة احتلال مدنية غزة التي لا يعارضها ترامب مثلا؟ أشك في ذلك ولا ينبغي أن يكون هذا رهانًا بأي حال من الاحوال. وعليه، ما هي خطة مواجهة تهجير سكان المدينة إلى الجنوب؟ هناك هدفان لعربات جدعون 2 هما: تدمير مدينة غزة، وتهجير سكانها نحو الجنوب قبل الانتقال لمخيمات أخرى.

- للتذكير الوضع الميداني هو كما يلي: عزة عبارة عن خمسة محافظات صغيرة من الشمال إلى الجنوب هي: محافظة الشمال، مدينة غزة، دير البلح، خان يونس ثم رفح. غزة هي الاكبر والأهم وإذ تم تدميرها ستكتمل الكارثة.

- اسأل كل ذلك وما زلت متفائلا بحذر من امكانية تحقيق اختراق اللحظة الأخيرة لتجنب سيناريو كارثي وكلف باهظة ومزيد من الشهداء.

- كتبت في الثامن من اكتوبر، اي بعد السابع من اكتوبر مباشرة بأن نصر الفلسطينيين يتمثل في بقائهم في ارضهم حتى لو في خيم، لأن المعركة مع العدو جوهرها ديمغرافي, وأدعو الله أن ينصر أهلنا في غزة على من عاداهم.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية